23 ديسمبر، 2024 7:05 ص

ثـــــــم…إقتــــديت -16 كتمــــان الســــــر

ثـــــــم…إقتــــديت -16 كتمــــان الســــــر

التجسس على الصدر :
دخلت تلك السيدة (المحتشمة) الى احد مكاتب الشهيد الصدر (رض) في بغداد، تقدمت بمهل وسكينة الى مدير المكتب، والتمست موافقته على قبولها في احدى الدورات الثقافية الدينية، التي تقيمها رابطة نسائية تابعة للمكتب..

وافق المدير، على عجل، ناظرا الى لباسها الاسود، وظاهرها الصالح ..

التحقت بالدراسة، تحاول استدرار الصداقة والعطف من النساء في الرابطة، باعتبارها من العوائل النازحة والمهجرة، حديثا، والطالبة للاخرة والاجر والثواب..

بدأت المرأة، بعرض خدماتها على الرابطة، مع كثرة الأسئلة والتواجد والتدخل والمشاركة في أغلب الأعمال، فضلا عن حضورها صلاة الجمعة.. واستهدفت أسئلتها السيد الصدر والعاملين في المكتب..

الا ان كل ذلك التصنع، لم ينفع مع وجود تلك (الحاسة) الصدرية، التي اوجدتها سنوات الظلم والقهر، القواعد الصدرية، المخلصة، والمتواجدة، غالبا، في التيار..

لقد استشعرت إحدى النساء، في الرابطة، خطر هذه المرأة (الدخيلة).. وأبلغت إدارة (المكتب).. عن تحركاتها المشبوهة.. وكان الجواب، ان يفسح لها المجال، والحركة بحرية، مع تشديد المراقبة ..

ولم تمر أيام كثيرة، ليتأكد خطر هذه المرأة..ثم استدعائها للتحقيق معها، من قبل رابطة نسائية..

واثناء التحقيق، وبطريقة ذكية، تم سحب المفاتيح من حقيبتها اليدوية، ليذهب عدد من النساء الى شقتها، وينكشف أمر تلك (الجاسوسة) وحقيقتها..

ويمكن ادراج عدد من الملاحظات اهمها:

اولا: استغلت هذه الجاسوسة انفتاح المكتب على الشعب والساحة لبيان قضيته الوطنية ضد الاحتلال، ولمواجهة الحرب الإعلامية والسياسية التي يديرها المحتل، ومن معه من جهات سياسية، والتي استهدفت تشويه صورة وسمعة الصدر ومكاتبه وقواعده..

ثانيا: لم تكن هذه الحالة، نادرة.. بل كان عدد كبير من الشخصيات الدينية والسياسية، وخاصة من بعض الاحزاب الشيعية.. قد جند للتجسس على (مقتدى الصدر).. او تطوع لذلك، منهم من هو في منصب (محافظ).. أو رئيس وزراء..!!

ثالثا: فضلا عن تغلغل المئات والالاف من المندسين والمرجفين، التابعين للخارج وللاجنبي، مما دعا الصدر ان يبدأ بتثقيف قياداته وقواعده على (المركزية) و (كتمان السر).. والعمل بالاحتياط..

رابعا: كان عدد من الجواسيس يراجع بصفة (اعلامي).. يجري لقاءات ، بحرية، مع القيادات او القواعد الشعبية، ولم يكن (الصدريون) غافلين عن ذلك..

واتذكر جيدا، احد الصحفيين، الاجانب، الذي التقيناه، في مكتب مدينة الصدر، واسئلته الكثيرة، والذكية، التي تحاول استقراء العقل الصدري.. وبعد ان انتهينا من المقابلة، قال له زميلي:

أتمنى أن لا نتقابل .. قريبا.. وأنت ترتدي الزي العسكري الامريكي .!!

فأبتسم الصحفي.. مذهولا..!!

……. اوامر القبض والتصفية:

كان الاحتلال والخارج عموما، في الاشهر الاولى من 2004.. قد كثف من نشاطه ألتجسسي ضد الصدر، للاسباب التالية:

اولا: لمواقف الصدر الصريحة والحادة، الرافضة لبقاء المحتل، او الاجنبي، ولكون الصدر هو الجهة الدولية والاقليمية، الوحيدة، تقريبا، التي طالبت بخروج قوات الاحتلال، ورفضت التفاوض، مطلقا، مع المحتل..

ثانيا: فضلا عن رفض الصدر للتدخلات الاجنبية عموما، في الشأن العراقي..

ثالثا: كذلك، وجود أرادة دولية وإقليمية، أو أوامر بتصفية الصدر او اعتقاله، مما كثف النشاط التجسسي ضد الصدر، الذي بدأ بممارسة عملية (التخفي) و (الغيبة) عن الساحة، بشكل دوري ومتكاثر.. حتى عن المقربين له..!

رابعا: لقد بقي الصدر، وحيدا في الساحة، رافضا لإدارة العراق من قبل الخارج او المحتل، ومعرقلا لتقسيم (الكعكة) .. لمصالح المحتل، ومن معه الاحتلال، ممن شارك في احتلال العراق، او مهد له الطريق..

خامسا: وجود جهات و أشخاص (سياسين) .. يتبعون للخارج، ويحرضون المحتل والدول ضد الصدر..

ولم يكن عندهم هم او مشروع وطني.. وهم يطمعون بالمليارات من ثروات الشعب.. همهم الوصول والبقاء في المنصب والكرسي.. على حساب وحدة العراق وسيادته.. وعلى حساب دماء شبابنا ومعاناة عوائلنا..

لقد مد الصدر، يده للجهات العراقية، كافة، لاجل وحدة وسيادة العراق، بعيدا عن الطائفية او العنصرية..

ولو أتيح لمبادرات الصدر النجاح، لخرج العراق من عنق الزجاجة، وعاش الشعب في امن وأمان ورفاهية، بدلا من هذا التوتر الطائفي والعنصري، الذي يهدد وحدته واستقلاله..

وللحديث بقية..