23 ديسمبر، 2024 8:10 م

ثعالبنا بحاجة إلى باندا

ثعالبنا بحاجة إلى باندا

بين الحظ السيء، والأختيار السيء، وسوء العاقبة، تأتي رداءة الوضع الذي يعيشه المواطن العراقي، كنتيجة لواحدة من المفردات أنفة الذكر، ونحن إذا لا نريد إرهاق عقولنا بالتفكير في السبب، نجد ألقاء اللوم على السياسي، أقصر الطرق لراحة ضميرنا، الذي ألبسناه يوماً، رداء الأنتخاب البنفسجي.

أيضاً، بين الأنتخاب والأنتحاب، نعيش الأربع سنوات العجاف، وفي كل مرة ننتظر يوسف الصديق، وسنوات الخير، تأتي الصدمة.. لا يوسف ولا خير ولا نحن من الصابرين.

تقول الأخبار إن بينجو مات، الرئيس الثالث لمالاوي، وهي الدولة الأفريقية الفقيرة، ورغم إن المرحوم لم يترك إلا الفقر والعوز لبلاده، إلا إن شعب مالاوي أختار امرأة لقيادته، لتكون “جويس باندا” وريثة دولة منهارة، وشعب جائع.

ماذا فعلت باندا لتتخلص من الأزمة؟

لكي تثبت جويس صدق نواياها، بدأت براتبها الشهري، فخفضته 30%، ثم أتجهت لرواتب الوزراء والمستشارين، فكان التقشف نصيبهم أيضاً، وقلصت موظفي الدولة في القنصليات والسفارات، وحتى طائرتها الرئاسية بيعت، فقط لتطعم المشردين!

الأسم وحده لا يكفي، لمعرفة هل جويس باندا شيعية أم سنية! وأعتقد لو كنا في مالاوي، لما أرهقنا عقولنا بالتفكير بالأمر، لأنها بأختصار أستطاعت الولوج من ظلمة الوضع المتأزم، لا يهم من أي ديانة كانت.

عندما نقارن حكومتنا، بالأنبياء والأوصياء، فالوضع يزداد تعقيداً، وهو الأمر الذي تركناه لما أصابنا.. من قيح التفكير فيه، لكن لنقارن بينهم وبين باندا، المرأة الحديدية المعاصرة، فكلاهما يمتلكون نفس الأسباب، ويختلفان في النتائج.

أثنا عشر عاماً، والشعب ينزف، والقلوب تدمى، والعقول تجف، شعب ببساطة يعيش على رحمة الخالق، وكل ما عدا ذلك نعتذر عن سرده، لأنه غير موجود، لا تخطيط ولا تنفيذ أو متابعة، ولا حساب ولا كتاب أو محاكمة.

كل ما فعلناه، شرخٌ كبير في المجتمع، إما غني يخبط على باب السماء بملياراته، أو فقير يستجدي قبوراً لسكناه، والكهرباء والماء والهواء، الأول يستوردها، والثاني ليس بحاجتها، إنه بحاجة عرضه فقط، يحتاج مأوى يحميه.

الكفر بالرسالات السماوية، لا يأتي فقط بالجهر به، قمة الكفر عندما نحيد عن تعاليمها، ومؤكد أن خالقنا لا يرضيه ما يحدث، ماذا نحتاج إذن للثورة على واقعنا؟

هل نستدعي غاندي وجيفارا للعب في صفوف شعبنا؟! أو ليس قادتنا من علمهم أسلوب الثوار؟ كيف للقدر أن يكون لطيفاً معنا ونحن جليد كالصخر؟! صدام يعيدنا إلى عصر الظلمة، وهدام

يرجعنا للمربع الأول، وبين هذا وذاك، الشعب ينتخب والوطن ينتحب، أنها السبابة البنفسجية، هي سبب أوجاعنا.

الباندا الأليفة تقود مكر الثعالب، اليوم أو غداً أو بعده، مكتوبٌ على العراق أن يجد الخير، ومكتوبٌ عل شعبه أن يختار الخير، ليس علينا إلا الإستعجال به، وألا ستستعجل الثعالب أكلنا، وعندها لا تفيدنا باندا ولا ألف أسد.