أقلامنا تثرد حول ميادين التداعيات والمآسي والنكبات , ولا تجرؤ على الخوض في عبابها , ومواجهتها بموضوعية وقدرة على المجابهةالمعرفية العلمية , وإستحضار التوصيات الكفيلة بمداواتها ووضع الحلول الناجعة لها.
فركام الكتابات الهائل المتعاظم , فشل في صناعة التيار المعرفي لبناء الحياة الأفضل , ومضى متمرغا في رمال التبريرات والإسقاطات وتسويغ المظالم والمفاسد والخيبات , ورفع رايات “هو” , والإمعان بإتهام الآخرين وتبرأة الذات من النقصان والبهتان.
تفرقنا , تمزقنا , تفتتنا , وأمعنا بتأمين إرادة ” فرّق تسد” , وما تعاونا بل تخاصمنا وتباغضنا وتنافرنا , وإعتصمنا بمصالح ومنطلقات الطامعين بنا , الذين يقبضون على أعناقنا.
فحريتنا سراب وإحتراب , وعدالتنا جور مقيم , وظلم أليم , وديننا يفرقنا , فالمسلم عدو المسلم , والقتل والخطف والتعذيب من صدق الإيمان , فما أقسانا على بعضنا وأرحمنا على أعدائنا , نتعاون مع عدونا للنيل من أخينا , وأمتنا تنكر أنها أمة واحدة , نبيها واحد وكتابها واحد ولسانها عربي مبين.
ما أعجبنا وأغربنا!!
أمة فيها كل شيئ , وربما لا تساوي شيئا!!
فمن المتهم والمُلام؟
لماذا فشلت النخب بأنواعها في إستنهاضها من رقدة العدم؟
بالتأكيد لن يتفق الكثيرون مع القول بأن أقلامنا مرهونة بالخوف , وتستجدي السلامة من الذئاب التي تحرس قطيع السمع والطاعة , وعدم الخروج عن إجماع الملة , والخنوع والتبعية وتعطيل العقول , والجهل من ضرورات السلامة والأمان , وعليكم أن تقلدوا , وتعترفوا بصدق المجاهدين في سبيل مصالح الآخرين.
والقافلة تسير والقلم حسير , و” ناس تاكل دجاج وناس تتلكه العجاج” , و” نام على الحصير يا سيئ المصير”!!
و” رب يوم بكيت منه , فلما صرت في غيره بكيت عليه”!!
فالسيئ يلد الأسوأ!!
و” كام الداس يا عباس”!!