و ما انفكت حليمة عن عادتها القديمة، الثرثرة والهذيان و اثارة النعرات الطائفية، تخصص تتقنه السيدة حنان الفتلاوي بامتياز ، لا يكاد يمر اسبوع في العراق الا وتتحفنا بما يزيد الطين بلة في عراقٍ تمزقه الصراعات الطائفية، و لنكن أكثر دقة، يمزقه صراعٌ سني شيعي و أي طرف منهما أراد مزيدا من تأييد شارعه الانتخابي فالحل سهل، تهجَّم على الكورد و كردستان فيصفق لك العوام.
هذه السيدة التي تتقن باحتراف العزف على وتر المذهبية، و صاحبة النظرية الشهيرة في علم الفتن : سبعة مقابل سبعة، و من لم يسمع بها فليراجع اليوتيوب و سيعلم مدى قذارة النظرية، في أحدث محاولاتها الفاشلة حاولت عرابة الفتن في العراق، النيل من شخص السيد (مسرور البارزاني)، و من لا يعرف من يكون نقول باختصار: هو الرجل الأول المسؤول عن الامن في كوردستان والعين الساهرة على الأمان المتوفر في الرقعة الوحيدة التي تنعم به من العراق، هو مستشار مجلس الأمن الوطني في كوردستان، والآن هو الشخص الذي لا يفارق الرئيس ( مسعود البارزاني) في جميع جبهات القتال ضد داعش، ويعتبر الأيقونة السحرية وكلمة السر في كل انتصارات البيشمركة على داعش، أثبت براعة فذة و مهارة في القيادة و في الحنكة السياسة ليس على الصعيد المحلي فحسب، بل كتب اسمه مع ألمع سياسي وقادة العالم و أصبح شخصا محوريا في التحالف الدولي ضد داعش.
السيد مسرور البارزاني في مقابلته الاخيرة مع شبكة (بي بي سي) تطرق لعدة مواضيع أبزها:
– امتعاضه من ارسال الحكومة الاتحادية رواتب موظفي المحافظات التي تحت سيطرة داعش في الوقت الذي تمتنع فيه عن ارسال ميزانية الاقليم.
– استيائه من دعم الحكومة الاتحادية للميليشيات الشيعية او ما يعرف بالحشد الشعبي في الوقت الذي لا تحظى قوات البيشمركة بذات الدعم.
– تخوفه من ما اذا ما نجمت مساندة ايران تلك المليشيات الشيعية في المناطق السنية عن ممارسة الثأر في تلك المناطق فأن ذلك يعمق من المعاداة القائمة بين السنة والشيعة.
– تأكديه على وجوب خوض حرب داعش معا واجتناب حالات الثأر بين المكونات و المذاهب.
هذا هو لبُّ ما جاء في المقابلة و من يريد التأكد يستطيع مراجعة النص المنشور على شبكة القناة. السيدة حنان بالعامية ( حمَت) و اطلقت تصريحات بلاقيمة تقول فيها: (وسؤالي للسيد مسرور ان كانت قوات الحشد الشعبي البطلة ميليشيات كما تدعي ومدعومة من ايران كما تقول !!!! فلماذا استعانت البيشمرگة بايران عندما وصلت داعش لمشارف اربيل ؟؟؟؟ اذاً هل يحق لنا ان نقول ان البيشمرگة ميليشيات مدعومة من ايران ؟؟؟؟)
حقيقة قرأت ما كتبته السيدة أكثر من مرة ، لكني لم أفهم قط ما الرابط العجيب بين ما ذكره السيد مسرور بارزاني و ما تتحدث عنه هي، السيد مسرور بارزاني يحذر من خطورة ممارسة الثأر في تعميق المعاداة بين السنة والشيعة، والفتلاوي ترد لماذا استعنتم انتم بايران ؟ السيد مسرور بارزاني في وادي و هي في وادي، كلماته واضحة، هو يحذر من مغبة الاعمال الانتقامية اذا قامت بها قوات الحشد الشعبي ولا يعيب دعم ايران لها أو يقلل من شأنها أو من شأن ايران، لكن يبدو ان الست حنان رأت في الموضوع فرصة لتعبر فيها عن ولائها للجارة ايران حتى وان لم تكن الفرصة مناسبة.
السيد مسرور بارزاني همه عدم اثارة الفتن و الابتعاد عن الضغينة والحقد و الانتقام، و الست حنان همها التكلم في كل شئ، مفيدا كان قولها ام غير مفيد.
ثرثرة الفتلاوي هذه المرة كانت من اكثر المرات نشازا و بعداً عن العقلانية و الواقعية، أرادت النيل من صرحٍ شامخ لكنها لم تدري أنه أجل مكانة من كل ما يمكنها أن تتفوه به.