تكنلوجيا القتل والدمار قد بلغت ذروتها , وصارت ذات قدرات فنائية عالية وسريعة الفعالية والإنجاز الآني الشديد , وقد تنوعت وتعاظمت وما عادت بكتمان , لأنها لا بد لها أن تنطلق وتفتك بمخلوقات الأرض المفجوعة ببشرها المرهون بأمّارة السوء والشرور.
ومن الوسائل المروعة والممكنة , أن يتم إنتزاع الأوكسجين من الهواء , والتسبب بإختناق مروع لجميع المخلوقات التي تتنفس , وهذا الإحتمال ليس ببعيد , وربما هناك سلاح جاهز لسرقة أوكسجين الهواء وإبادة الأحياء فوق التراب.
فقد وصلت مبتكرات ومخترعات القتل إلى مستويات لا تخطر على بال , فالقتل بالأصوات ذات الترددات الخارقة , وبالإشعاعات وبالعوامل الكيمياوية والبايولوجية والجرثومية والفايروسية , والعوامل الأخرى التي تحيل البشر إلى جثة هامدة في رمشة عين.
ولو قارنا ما أبدعته البشرية من تقنيات موت وإهلاك مع ما أوجدته من مبتكرات علاجية وآليات لإسعاد الناس لتبين لنا الفرق الشاسع والمسافة البعيدة , فما إنتصرنا على الجوع والمرض والفقر , وما بذلنا أموالا لإنقاذ الملايين من آفات الجهل والإملاق , لكننا نخصص النسبة الأكبر من ميزانيات دولنا للدمار والخراب والإستعداد للحرب .
فالدول الكبرى تخصص ميزانيات هائلة للحروب وتقنيات القتل الفظيع , والإنقضاض المريع على بني البشر في الأماكن المستهدفة , والتي يتم فيها توصيف الناس بما يسوّغ محقهم وإزالتهم عن بكرة أبيهم , وبلا أسف وإنما بفخر وتباهٍ وغرور وإنتصار.
ولهذا فأن القول بوجود أسلحة تخطف الأوكسجين من الهواء ليس خيالا أو هذيانا , وإنما العقل البشري الذي أمعن في التعبير عن إرادة الشر , فهو يجني أرباحا مطلقة وينال محفزات وتعزيزات للتواصل وإبتكار المزيد من المدمرات الفتاكة بالحضارة والحياة.
ويبدو أن البشرية على شفا مصير مرعب , ستُزال فيه البلايين من البشر في ومضة خاطفة , وكأنها الرعدة الكبرى والقارعة العظمى التي أوجدها البشر.
فهل من إرادة خير تردع صولات الخطر؟!!