23 ديسمبر، 2024 1:43 م

ثائر الدراجي الفتى المهووس ؟

ثائر الدراجي الفتى المهووس ؟

تُمنح الحرية للشعوب التي تؤمن بها وتؤمن بمبدأ التعايش السلمي وقبول الاخر المختلف كما هو لا كما نريد نحن حيث يجمع الناس الارض والوطن فان لم يسعفهم ذلك تجمعهم القومية والعلمانية  فأن لم تسعفهم يجمعهم الاسلام كما في بلدان العالم الاسلامي الا ان بعض مرضى النفوس الذين يجرون التاريخ بكل صراعاته وخلافاته ومزاجاته ليضعوه على مبضع تشريح الواقع المعاصر ويتم معالجته بادوات اليوم ((اليوتيوب والفيسبوك والاعلام…)) وليت هذه الادوات استخدمت بعقلانية وبحرفية وليتها غضت الطرف عن الهوس الذي يعاني منه الدراجي وامثاله حيث استطاع هذا الفتى من النيل من رموز الاخرين بهتافات ملؤها الجهل والتعصب والتخلف ,,وكان منطق الاخر المختلف أشد تعصبا اذ ان النبرة القديمة لازالت موجودة ويرددها العرب جيلا بعد جيل ((لئن يجهل احد علينا سنجهل فوق الجهل الجاهلينا….وبتعبير العشائر الي يمسني بماي امسه بدم)) هذه هي العقليات التي طفحت على السطح في ظل غياب وتغييب الافاضل والعلماء والباحثين والعقلاء من الطرفين اذ ان فضائيات الفتنة لا تستقطب إلا من يروج لهذه الافكار ويعمق الهوة بين ابناء الامة المتفرقون اصلا ,,خرج الفتى وهو يسب عائشة وعمر منتصرا كما يقول هو للإمام علي ع والزهراء في حين لم يفعل الامام علي ما فعله الدراجي وغيره بعد ان تمكن من الانتصار على عائشة في معركة الجمل وكانت المرأة أشد الناس عداوة للإمام ولكن قلب الامام ليس كقلب هؤلاء المرضى والمهووسون في حب الشهرة وتغييب الوعي وامتطاء الجهل المركب او التلبس به ,, وقبله خرج فتية القوم بكل عصبياتهم وتخلفهم ليقتلوا الشيخ حسن شحاته الذي هو الاخر أسمع القوم سبا وشتما وتقريعا لرموزهم ,,ان السب والشتم لا يبيح قتل الاخر كما انه لا يوجد مبرر  عقلائي للسب والشتم,, في نشوة الانتصار ماذا فعل الامام عندما سألوه عن عائشة لم يسبها ولم يلعنها كما فعل الدراجي والصبية الذين معه بل قال اما المرأة ويقصد عائشة فحسابها على الله,, لأنه صاحب رسالة وعقيدة يستولي على الماء في صفين فلا يفعل ما فعله معاوية عندما استولى على الماء لانه ينتصر لمبادئ الاسلام او الانسانية كما يسمونها اليوم  ونحن اتباعه كما ندعي لا نريد ان يجرنا القوم الى عصبياتهم فنفعل ما يفعلون ونقتل ما يقتلون ان قتلهم للأبرياء لا يبرر قتلنا لابريئاهم ولا داعي لسب عائشة او عمر ان مصيبتنا اليوم أعظم بكثير من قضية تاريخية مهما عظمت,, لابد ان تبادر الحوزة والجهات المسؤولة الى الاجتماع مع الازهر لوضع حد لكل هؤلاء المهووسون من الطرفين  ..اما صبية اليوم الذين يقودهم الدراجي وياسر الحبيب فأنهم يمهدون الطريق لكل تكفيري يُفخّخ ويقتل ابناء التشيع ,,وان كان فعل الدراجي ليس مبرر لقتل ابناء التشيع البريئون من افعاله وأقواله وهو لا يمثل الا نفسه والصبية الذين معه,, اذكر ان مروان مرّ على ابو ايوب الانصاري وهو عند قبر رسول الله ص فقال له يا ابا ايوب وقوفك عند القبر لا يجوز ؟ فالتفت اليه ابو ايوب قائلا على الاسلام السلام اذا نطق به مروان ..ونقول على الاسلام السلام اذا نطق به الدراجي والحبيب والعرعور في ظل غياب عمالقة الفكر امثال الوائلي والمطهري وباقر الصدر وفضل الله …والقائمة تطول. لذا لابد ان يكون هناك وعي لدى الشباب وترك حيز للعقل وعدم الانسياق وراء المشاعر والعواطف التي تصفق للدراجي وأمثاله.