بينَ لا و نعم
مفردةٌ انحشرت في المعجم ُ ,
هي ليست افرازاً للنثرِ
لمْ تكُ من ابهامِ الشِعرِ,
مفردةٌ لنتاجٍ غير ادبيٍّ
ونِتاجٍ غير أبويٍّ
ومُشوّهٍ !
قبلَ الأوانِ قذَفَها رَحَمْ ,
قسراً وُلِدَتْ منْ عَقَمْ ,
هي مفردةٌ محكومةٌ احرُفُها
” غيابياً ” لِتُرجَم .!
– 2 –
بينَ لا وَ نعمْ :
سِرُّ سَيرٍغير مُسِرٍّ
نحوَ سرابٍ مجَسّم ,
جيوشُ مُجيّشةٌ
في انتصارها تُهزَم ,
قوسٌ فرائصُهُ ترتَعِدُ
إذ يطلقُ سهم .
هُنَّ مُمكنات
كُلُّ ما لهُنَّ منْ مكنوناتْ
ممقوتةٌ لتُعَمَّمْ
منبوذةٌ لتُؤمّمْ …
– 3 –
بينَ لا وَ نعمْ
مِنْ تشقُّقاتِ الأرضِ
على مضَضِ
بانَ موقف !
ولادتهُ عبرَ حادثٍ مؤسف !
في صلابةِ عودهِ يرتجف ,
منْ صوبِ ” لا ” يغرف
منْ حدبِ ” نعم ” يرتشِف
لا يُبالي لمنْ يهتِف ,
يوعِدُ كي يخلِف ..!
– 4 –
مَوقِفْ .!
ككتابٍ منْ دونِ مُؤلّفْ ,
صَفَحاتُهُ صُورٌ , لأوضاعٍ تُقرِفْ ,
في رفضِ الرفضِ مُتطرّف ,
بحقِّ لُغُتنا الجميلةِ مُجحِف …
5 – –
بينَ لا وَ نعمْ
مُحرّمٌ يُباحُ في مُحرّم !
على مصراعيها تنفتحُ شفاهُ النَهَمْ ,
ويغدو فتحُ الساقينِ !!
واللّعِبُ على الحبلينِ
اشهى وأدسم ,
مِنطقةٌ حُرَّةٌ لتجارةِ ذِمَمْ ..
– 6 –
وماذا بينَ لا ” وَ ” نَعم ؟
اوتارٌ مشلولةٌ يأنفُها نغم ,
كيانٌ منْ دونِ عَلَمْ ,
حُكْمٌ يُفنّدُ كُلَّ الحِكَمْ ,
قَسَمٌ على حَنثِ كُلِّ قَسَمْ ,
ترجيحُ يتأرجحُ
بينَ ذمٍّ بمديحٍ ومديحٍ بِذَمْ ,
تهجيرٌ قسريٌّ ونفيٌ مؤبّدٌ
لِهِمَمْ …
– 7 –
سادِيّةٌ تُطلِقُ الضَحِكاتْ
إذْ تتألّمْ ,
انسامُ برزخٍ تهبُّ منْ جهنّمْ ,
برغَباتٍ و شَهَواتٍ بُهيميّة
تتّقدُ ” آياتُ شيطانيّة ْ ” !
منذُ القِدَمْ
لا تكترِثُ لِرَكَلاتِ القَدَمْ
كَكُرةِ قَدَمْ ! ..
وتحتَ الأضواءْ
تتّفنّنُ بِسُبُلِ الإغراءْ
ترنو الإغواءْ
نحوَ سعيرِ جهنّمْ ,
كمُسيلَمَه لمّا أسلَمْ …
– 8 –
ومرّةٌ أخرى
وأخرى بعد أخرى !
فبينَ لا ” وَ ” نعم
عِناقٌ غير مشروعٍ
بينَ عربٍ وَ عجَمْ ,
هوَ الرفضُ والنبذُ
مُتَمَثّلاً , مُتَجَسّداً بِأفرازِ البلغمْ !!
وَ , بأدواتِ جزمٍ ونفيٍ
من دونِ أمرٍ ونهيٍ :
بين لا ” وَ ” نعم
فأنا لا أتأقلم …
– 9 –
لكنْ !
والكلمُ ماضٍ ,
فمفرداتٌ أخرياتٌ هي الأحلى ,
فبينَ النَّعمِ و اللاّ
تترنُّحُ المواقفُ الثملى ,
الآياتُ الشيطانيةُ بتجويدٍ تُتلى
إنّما :
بنارٍ حاميةٍ تُصلى ,
صراطٌ غير مستقيمٍ
لا يستسيغهُ المولى ..
منَ السماء
ينشقُّ الهواء , ويافطةٌ سوداء
تتدلّى
منحوتٌ عليها : كلاّ
ترجمتُها :
لا أهلاً ولا سهلاْ ..
………………………………..
تد : فعل أمر مشتق من ” وتد ” , معناه : ثَبّتْ قدمكَ في الأرض .. والمعنى في القصيدة : خُذ موقف
[email protected]
لارنكا في 15 7 2015