المثل الشعبي الذي كان حاضراً على كل الالسن وردده اهل العراق على مدى فترة العشر سنوات الماضيه بشكل ممل فقد كان يحدوهم الامل في ان تأتي (تيتي) يوماً بحله مختلفه ليشاهدوا شكل وهيئه التغيير ف(تيتي) هذة لم تتغير لا في العشره او العشرين وحتى الستين سنه الاخيرة لم يأخذ بيدها شخص او فريق ليساعدها على ان تأتي بشكل وحله جديده تبعث الامل وتدفع للعمل فالسادة في الحركه الكرديه على اختلاف مشاربهم السياسيه وعلى امتداد الستين سنه الاخيره وقعو في شرك معضله تيتي (كركوك )المستعصيه على الحل امام العقل البشري الجبار !
فالمعضله التي لا يمكن حلها يمكن تأجيلها على الاقل ،كما يقولون ،وليكن التأجيل لعشرة او لعشرين وحتى لثلاثين سنه من الان ، فالشعب الكردي لا يعلق كل اماله بتوحيد الارض وبناء مستقبل اجياله على مساحه صغيره مثل مساحه كركوك والوطن الكردي ممزق على مساحات شاسعه من مهاباد في غرب ايران الى اواسط وشرق تركيه وحتى الشمال الشرقي من سوريه .
لم يولد الشعب الكردي في كركوك وليس في كركوك اي رمز مقدس للاكراد عدا ينابيع النفط . واذ كان الاقليم يأخذ ١٧٪ من حصه نفط كركوك ونفط البصره والعمارة اليس ذلك بكافاً الان لانعاش اقتصاد كردستان والذي انتعش حتى بدون حصه نفط كركوك ،انتعش بالاستقرارالسياسي النسبي الذي جاء بعد ان تَعِب الحزبان من المواجهات المسلحه وبعد ان تَعِبت الحكومه المركزيه في بغداد من تطويع الاقليم عسكرياً ، هذا الاستقرار كانت قيمته ولاتزال اغلى من النفط والذهب ، فالاستقرار يعني اطلاق قدرات الناس الخلاقه نحو انتاج الخيرات وصنع المستقبل الرحب . انني لا اشك من ان جماهير اربيل ودهوك والسليمانيه وفلاحين قرى كردستان الذين كانت ولاتزال تنهش بهم امراض واوبئه التخلف من التدرن الرئوي و اليرقان لا اشك في استعدادهم لتأجيل النزاع على كركوك الى ان يستعيدوا عافيتهم الى ان يكملو بناء بيوتهم و مدارس وجامعات أبنائهم ويدقون عميقاً ركائز مدنيتهم ويستثمرون اراضي كردستان كلها وحتى كركوك ويعيدون زراعه الجبال التي احرقها الفقر والتجويع الصدامي وبهدوء ومثابره وبدون اثارة المشاكل الحدوديه ومساحه و رقعه مملكه المستقبل في الوقت الحاضر .
على الاخوه السياسيين الاكراد ان ينضرو الى الخلف قليلاً ليروى ماذا حصدت سياسه العناد وعدم الاكتراث العشائريه، لقد ازهقت ارواحاً طاهرة وبعثرت حياه عوائل كثيره، فمنذ بيان ١١ اذار ١٩٧٠ ولحد الان ولاتزال مشكله كركوك قائمه ومستعصيه الحل في هذا الوقت على اقل تقدير .
ان مشكله كركوك هذه ادت الى انهيار الحركه الكرديه في يوماً من الايام واستسلم ١٢٠ الف مقاتل كردي بأسلحتهم في عشيه وضحاها ولم يبقى هناك مكاناً امناً للحركه الكرديه في ايه قريه من قرى كردستان النائيه وكانت حكومه البعث ضعيفه مادياً وسياسياً يومها، فارجو ان لاتأخدكم العزه مرة اخرى بعدد البنادق والاليات التي لديكم الان ، فقد كانت الطائرات الزراعيه وليس الحربيه ترعب البيشمركه والناس في القرى الجبليه ، وبعد ان كان الشاة العدو الوحيد لحكومه البعث ايام السبعينات فقد تحول بقدرة قادر الى صديقاً حميماً بعشيهٍ وضحاها في قمه الجزائر السيئه الصيت ، فالعلاقه مع تركيه الان لايمكن التعويل عليها لان العلاقه مع الشاه سابقاً خير دليلاً لكم …اجعلو علاقتكم الاقوى مع شعب العراق وحركاته السياسيه والديمقراطيه لانها الضمانه الوحيده لانتعاش كردستان العراق وضمان مستقبلها لا بل وحتى استقلالها اذا شئتم ، وان انابيب نفط كردستان في المستقبل تكون في مأمن عندما تتجه الى البصره او بانياس منها اذا اتجهت الى تركيه ، انني لم انصب نفسي واعضاً للسياسيين الاكراد او لاي جهه فالاخوه في الحركه الكرديه لديهم الكثير من الوعاض الدوليين والمحليين ، ولكنني اقول رائي الشخص الذي بنيته على اساس معرفتي بحياه الاكراد عن قرب ومشاركتهم التطلع الى الحريه لكونهم الامه الوحيده التي خرجت من الحرب العالميه الاول خاليه اليدين بعد وفاة الرجل المريض ، اعود واقول ان العقل البشري قادراً على استيعاب اعقد وادق المشاكل فلماذا يقف هذا العقل مكتوف الايدي امام هذة المشكله ، فاذا كانت صعبه الحل فأجلوا النضر في حلها الى المستقبل من دون تهجير الناس من كركوك او اليها ، انا لا اطلب منكم ان تأجلوها الى يوم القيامه الذي اتمنى ان لا يكون على ارض كركوك بل اقول اجلوها الى عشر سنوات ولا تتخلو عن مواقفكم التاريخيه باستعادتها الى الاقليم ، ثبتو مواقفكم بحروفاً من ذهب كشهاده للتاريخ من انكم لن تتناسو كركوك ، فبعد عشرة او عشرين سنه من العمل على تمتين البنى التحتيه لكردستان وتطوير حياه الناس سيكون المفاوض على قضيه كركوك اكثر انصافاً بالشعب الكردي من المفاوض الحالي الذي قد لا يقيم وزناً واهميهً كبيره للاستقرار ولم يعرف التمتع بالاستقرار ، لا بل ان الاستقرار يعتبر حاله غريبه وربما شاذة فالساده في المكتب السياسي في( حدك) معهم كذلك الساده في المكتب السياسي في (اوك) يجيدون القتال البيشمركوي ، وربما لايحسنون ادارة الصراعات السياسيه في وقت السلم والاستقرار وانما كل خبرتهم قتاليه وليس مستثنياً الحركات الاسلاميه في السلطه من عدم القدرة على التفاوض في وقت السلم ،أما جيل المفاوضيين بعد عشرة او عشرين سنه سيكون قد تنعم بالاستقرار وتحسس اهميته اكثر من القاده الحاليين وسيكون لقيمه الاستقرار والسلام اهميه كبرى على طاوله المفاوضات اي ستكون مفاوضات سلميه وحلول سلميه وصفقات سلميه ولا يراق على عتباتها دماء ولاتنسف فيها بنايات ولا تعطل بها الحياه في ربوع كردستان الخلابه وباقي مدن العراق.