أثار خبر منشور في وسيلة إعلامية، عن نية إحدى الناشطات السياسيات في محافظة الديوانية تأسيس تيار سياسي نسوي ، اهتمامي بشكل كبير فالموضوع جديد في طرحه على مستوى المحافظة وربما على مستوى العراق أيضا ، فتشكيل تيار سياسي نسوي لخوض الانتخابات والمشاركة في العملية السياسية قرار جريء وبحاجة إلى شجاعة لاتخاذه والمضي به فعلا .
فبغض النظر عن المعوقات التي ستعترض التيار من السياسة ومحترفيها الذين قد ينظرون للتيار كمنافس ،غير مؤهل ، هناك معوقات اجتماعية واقتصادية جمة ستقف في طريقه أيضا .. لكني أظن أن مؤسسة هذا التيار لابد أنها قد درست وما زالت تدرس هذه الخطوة من كافة جوانبها قبل أطلاقها للعلن وللساحة السياسية العملية خاصة وأنها تملك خبرة في هذا المجال .
واعتقد أن هكذا خطوة يلزمها أعداد جيد ومتكامل كي تحظى بالقبول والنجاح في مجتمعنا ، فلو حدث أن التيار فشل بعد أطلاقه بشكل رسمي ، فان ذلك سيؤدي إلى إجهاض الكثير من الأفكار المشابهة التي ما زالت تنمو في عقول وأوراق نساء أخريات وتأخر المشاريع المماثلة ، فضلا عن الإحباط الذي سيصيبنا ، وفي هذا الحال لابد من الإعداد المتقن والتأني ورسم سياسة وأهداف واضحة للتيار وان يتمتع بالشفافية ويعلن على الملأ نظامه الداخلي وسياسته ومصادر تمويله ..ونحن نتمنى فعلا أن يأتي ذلك اليوم الذي يكون فيه للمرأة العراقية الواعية تيار سياسي يمثل طموحها ويعبر عن أفكارها وأمالها وحين يأتي ذلك اليوم لابد لنا ، بعد أن نقتنع بالتيار ونظامه وأهدافه بشكل متكامل ، أن ندعمه ونعمل على أنجاحه لإنهاء تهميش وإقصاء المرأة سياسيا .