حرص تيار الحكمة برئاسة عمار الحكيم منذ انسلاخه عن المجلس الاعلى على التخلص من كل تاريخ ودماء وتضحيات وذكريات ورواسب الماضي القريب بطريقة انفعالية ،حتى لو كانت هذه الذكريات تمثل اصل النشأة والتكوين لمن سبق الزعيم الشاب واسس البناء واشاد المواقف.
وانسلاخ عمار عن اصله ليس الاول ولن يكون الاخير فقد سبقه الى هذا الطريق الكثير طالما ان الطموح والرغبة في الوصول الى القمة توقف او تراجع تحت المسمى القديم واصبح من المستحيل الاعتماد عليه، حتى مع كونه هو السبب الرئيس في كل ما جرى ويجري على العنوان الاسبق وتاريخه وسمعته وسمعت من ضحى وبذل وهاجر وجاهد واعطى وافنى.
ومع ان رئيس تيار الحكمة ومستشاريه واعوانه يعلمون ان الامنيات والانسلاخ شيء والواقع شيء اخر لان تغيير الالوان والاسماء والوجوه وتمكين الشباب والنساء كلها عناوين مستهلكه ليس لها قيمة او مغزى وقد جرب وادمن لعبة المتغيرات والتجمعات فكانت النتيجة واحدة وهي الانكسار والتراجع ،الا ان ما يراه القائد المتفرد لا يحق لغيره ان يراه او يتحدث به او يتم مناقشته وهذه حسنة لمن يريد الوصول الى هدفه دون معرقلات وهو الجامع لكل من بقي في مركب تيار الحكمة.
وحتى وقت قريب كانت المسميات والعناوين التي اسسها نظام البعث وصدام من المحرمات التي يمنع التعامل معها من قبل قادة النظام الجديد لان ايام النظام المقبور من ايام البعث الاسود وليس من الصحيح التحدث بها او التأسيس لها، وجريا على هذه القاعدة فان كل شواهد واثار النظام السابق تعتبر عناوين له ويجب التخلص منها، لهذا تم اهمالها وعدم الالتفات لها رغم ان الاهمال اصاب كل شيء في حياة العراقيين البائسين.
ونصب الشهيد يعتبر واحدا من الشواهد التي تصنف على نظام البعث لهذا اصابه الاهمال ولم يحظ باي فرصة للاهتمام او اعادته الى الواجهة مع ما يتناسب وقيمته الاعتبارية والرمزية حتى تذكر اتباع تيار الحكمة النصب وشهدائه، فقرروا مشكورين ان يمنحونه الق العودة من الماضي الى الحاضر وان يعيدوا الى الواجهة معنى المسميات من الايام مع ما يناسبها من ذكريات حتى وان اختلفت التواريخ.
ربما لم يسعف الوقت اعلام تيار الحكمة لطبع نصب الشهيد في الصين وعلى شكل باجات صغيرة حتى يتم تعليقها على صدور القوم وربما منعهم الخجل من تعميم الفعالية في الوقت الراهن او لان العمولة قليلة ولا تستحق الطبع في مطابع الصين او لبنان فتم تأجيلها الى مناسبات قادمة اكثر التصاقا بالماضي الجديد.
سننتظر من تيار الحكمة اعادة احياء المناسبات القديمة في الوقت والمكان المناسب لأنها ليست حكرا على احد وربما كانت سببا لأحياء رغبة التمكين والوصول الى الهدف الغالي…لان الماضي وسطوته وتأثيره لازلت قويه وقادرة على التمكين.