23 ديسمبر، 2024 2:20 ص

تيار الحكمة وهموم الشباب

تيار الحكمة وهموم الشباب

مرت على العراق عقود طويلة ومديدة، كانت فيها الاحداث الحلوة والمرة، وكانت فيها احداث انتصارات وانكسارات، وكان فيها صعود نجم قادة وافكار، وانكسار وانهيار في اخرى؛ على الرغم من أن اغلب ما مر على هذا البلد وشعبه المقدام، يمثل في اغلبيته المشاكل والمصائب وانماط الحروب والقتال ومحاولة فرض السيطرة على كل شيء.
واذا اردنا ان نعمل مسح تاريخي لكل ما مضى من احداث، من بدايات القرن الاخير والى اليوم، سنجد ان الشباب العراقي كان هو الاكثر تضحية والاقل انتفاعا مما حدث وحصل، فكل حرب نجد الشباب هم وقودها، وكل محنة نجد الشباب هم المتضرر الاكبر منها، وكل طموح او حلم، نجد الشباب هم الاكثر تضررا من عدم تحقيقها.
بعد سقوط الطاغية صدام، لم يتحسن حال شبابنا العراقي، بل توزعت الابتلاءات عليهم وتكاثرت، فبين قتل في تفجير، او خوف وتهجير، او بطالة وتعطيل، نجد الشباب العراقيين يغرقون ويغرقون، حتى بات اليأس حليف اكثرهم، والاحباط ملازم لغالبيتهم، وكل ذلك وهم محاطين بفشل سياسي ذريع، اصاب العملية السياسية العجوزة (بكوادرها) في العراق.
انا متأكد بان العراق لن ينهض الا بشبابه ونشاطهم وروحهم الثورية، وان اول مفصل يجب ان يثور به الشباب ويتصدوا للعمل فيه هو مفصل العمل السياسي، لتتم عملية ازاحة كل المفسدين، فترك السياسة والزهد بالعمل فيها، سوف يؤدي الى ان يكون هذا المجال مرتعا ميكروبيا خصبا للفشلة والسراق والجهلة والكسولين والكاذبين ..
تيار الحكمة الوطني الشبابي المنفتح على كل شرائح الشعب، الذي اسسه عمار الحكيم يمثل فرصة حقيقية ليأخذ الشباب دورهم الريادي والصحيح من أجل تكسير قواعد وبنيان الفساد والتكلس الذي اصاب الحياة السياسية في العراق، وقاد الى دمار يتلوه دمار وخراب، فقد اثبت الفكر التقليدي السياسي فشله وتقوقعه وعدم قدرته على الاستيعاب؛ وثبت لدى الخبراء حاجة العراق للشباب في هذه الفترة، فهم فقط من يستطيع احداث ثورة تغيرية.
العراق هو امانة في عنق كل اهله، وعزوف الشباب عن ممارسة السياسة والوقوف بوجه الطغاة والسارقين، هو خيانة لهذه الامانة.