18 ديسمبر، 2024 4:56 م
اتيحت لي خلال الآونة الاخيرة ان اطلع على عدد لا بأس به من نتاجات كتاب وكاتبات من الاجيال الجديدة الذين ينتمون لاقطار عربية مختلفة، وعلى الرغم من اعجابنا ببعض ما كتب لكن أصابنا الاحباط وانا اطلع على البعض الاخر فتحسرت على ما بذل فيه من خسائر في الجهد والوقت والمواد التي تكلفها إخراج تلك الاعمال إلى النور وتجد طريقها الى النشر سواء أكان الكترونيا ام ورقيا.
إن انتشار وسائل الاتصال الحديث وسهولة تبادل المعلومات أدى إلى تيسير عملية الاتصال بين مختلف البلدان والامم وقد شجع هذا الأمر الكثير من المبدعين على نشر نتاجاتهم بوسائل جديدة من دون ان يراجعها اهل الخبرة والتجربة في هذا المجال أو ذاك كما كان عليه الحال في الازمنة الماضية، وهذا أدى إلى نشر الكثير من النصوص غير الناضجة والتي تكثر فيها الأخطاء.
هناك دوافع كثيرة تدفع هؤلاء الافراد إلى الكتابة ومن ثم نشر ما يكتبوه، أن كل نتاج أدبي هو جهد فكري وبدني يستحق الإشادة به مهما كان بسيطا، لكن يجب أن يعرف هؤلاء أن جهودهم هذه يمكن ان تضيع ادراج الريح أن لم يختاروا التوقيت المناسب لنشر ما يكتبوه، ففي العادة يكون الجهد الذي يصرف على هذه الأعمال سببا للغرور والاعتداد بالنتاج، فما أكثر ما يكتب، وأقل ما يفيد .
يقول الأديب العربي الكبير طه حسين: لست اعرف شيئا اشد خطرا على الأديب من أن يؤمن بنفسه او يرضى عن إنتاجه او يظن انه بلغ الغاية من المعرفة وبلغ الغاية من الادب فاصبح وحيد عصره الذي لا يشق له غبار.
اذن يجب أن يدرك هؤلاء الأحبة من الكتاب والكاتبات الغاية من وراء كتابتهم، فإن عرفوها فإنهم سيعرفون أن كان ادبهم انسانياً راقياً ام مجرد عبث وخطوط سوداء على الورق، كما يجب ان يعرفوا أهمية (توقيت النشر)، فالعجلة قد تكون سببا في ضياع الموهبة فالكاتب المتعجل كمن يرمي نفسه في منحدر يصعب الخروج منه بعد ذلك.