تعلمنا في الكلية العسكرية سياق تشكيل المجالس التحقيقية وتنفيذها، ومارستا ذلك في حياتنا العملية بإنجاز العشرات من المجالس التحقيقية وبعضها ربما يوصل حد الأعدام، ولكن غالبا ما كنا ننجز المجلس التحقيقي بعبارة( توصي الهيئة التحقيقية بغلق التحقيق لعدم ثبوت( كفاية) الأدلة وفق المادة كذا الفقرة كذا من قانون العقوبات رقم كذا لسنة كذا. نعم فعلا كنا نغلف الكثير من المجالس لعدم ثبوت الأدلة او شعورنا ان القضية تافهة ونتعاطف مع المتهم
ما جعلني اكتب بهذا الموضوع هو اللجنة التحقيقة البرلمانية التي زاد عدد اعضائها عن اصابع اليدين والرجلين، فيما تعودنا ( ٣-٥) وحسب حجم وخطورة القضية
تشكلت اللجنة التحقيقية في احداث الموصل نتيجة تصريحات واتهامات متبادلة بين السيد أثيل النجيفي من جهة والسيد نوري المالكي والقادة العسكريين من جهة ثانية واعضاء برلمان مستقلين من الموصل مثل النائب عبدالرحمن اللويزي واعضاء من مجلس المحافظة من جهة ثالثة، وبغض النظر فانني شخصيا اعتقد لن تصل اللجنة الى شي وسيكون مصير القضية ( الغلق) أو ( اللفلفة).
اقول ان الاتهامات المتبادلة هي التي دفعت مجلس النواب لتشكيل اللجنة.
ماذا عن صلاح الدين ؟
الجميع سمع تصريحات النائب احمد الجبوري ابو مازن وتصريحات الدكتور ناجح الميزان والجميع يتحدث عن مؤمرات وبيع وشراء، فهل ستشكل لجنة اخرئ؟
ماذا عن الانبار؟ يا الهي !
هل سمعتم التصريحات الخطيرة جدا والاتهامات التي تصل للعظم؟ هل حقا ان الذين يفترون على الدول لتقديم انفسهم لقتال داعش هم فعلا الذين جلبوا داعش؟
سأختصر التصريحات التي تابعناها خلال اسبوع
النائب الشيخ غازي الكعود، والشيخ نعيم الكعود، وقبلهم تصريحات متكررة وخطيرة من الشيخ علي الحاتم تلتها تصريحات اخطر من قبل الشيخ رعد العلي السليمان، وقبلهم تصريحات السياسي المستقل ابراهيم الصميدعي، وكل هؤلاء السادة قاموا بتسمية اشخاص بعينهم واتهموهم بانهم جلبوا( داعش)، بل ذهبت الاتهامات والتصريحات ابعد من ذلك في بيع الاسلحة لهم كما ورد على لسان السيد حميد الهايس
اقول ان المجالس لن تؤتي أكلها ولن تفيد المساكين العراقيين بشيئ،وستنهي بعبارة( يغلق التحقيق) أو (باحتراق وثائق التحقيق)
من كل ذلك يظهر ان العراق ( مبيوع)، والعراقيين منكوبين بسياسييهم، وأهل السنة المساكين ضحية للذين يتسابقون للوصول الى الرقم الأعلى في ملايين الدولارات والوصول الى مناصب( الزعيم الأوحد) أو ( الأخوة الزعماء)، والذي يدعي انه لا يعرفهم فهو نعامة دست رأسها في الرمال؟؟؟؟