18 ديسمبر، 2024 6:43 م

يتفق الجميع على ان سياسة الترضية، والترقيع، والمداراة، لا تنتج حلاً منطقياً للمشاكل والأزمات، ولا توجد تحسناً في الواقع الراهن، فكيف الحال إذا كان النظام برمته يعاني الضعف والوهن؟ سيكون الأثر السلبي مضاعفاً دون شك.

ولا يدرك البعض انه يساهم في ذلك بوعيِ أو دون وعي، حين يصطنع مشكلة وازمة جديدة تحت شعار وعنوان حل الأزمات، إذ تتضخم المشكلة بمرور الوقت، وتغدو الجزئية الصغيرة التي ربما أطلقت بصيغة تغريدة موجزة لم يتعد مضمونها عدة أحرف كرة ثلج تكبر وتكبر على الرغم من حرارة الأجواء، حتى تكاد تقضي وطن بأكمله !!

وما حيلة من يريد حل الموضوع إذ يجد نفسه امام قضية يرتبط بها مستقبل الآلاف؟ يجد نفسه أولاً وآخراً مرغماً على القبول بواقع الحال، وعدم فتح ثغرة جديدة تضيف إلى أعبائه حمولاً وأثقالاً، وهو يدري أو لا يدري كذلك انه يزيد من حدّة المشكلة، فالرضا الجزئي للجمهور، والسكون البسيط لأولئك لن ينفع إذ سيوجد قبالته جيش من المعترضين الذين يجدون أنفسهم محرومين من هذا العطاء!

وما علم الجميع ان باب النجار قد خلع وتحطم ولم يتبقَ منه إلا الفتات!!

هو شكل من أشكال التوريط، والسير باستمرار نحو النهايات المظلمة، وصولاً إلى لحظة اكتشاف الحقيقة المرّة التي لا ينفع معها حينذاك لا مدارة ولا سكوت ولا حتى إفصاح!!

ان الواقع العراقي اليوم، لا يحتمل المزيد من هذه المغامرات، وعلى كل من يكتب حرفاً، او يطالب بمطلب ما يداعب به مشاعر الملايين ممن يعانون شظف العيش لغايات مصلحية لا مبدئية، ان يدرك خطورة ما يقدم عليه، فالوطن برمته على محك الاختبار، والمستقبل كله في مهب الرياح.