23 ديسمبر، 2024 12:55 ص

توريط الخصّم .. لإنهاكه وتدميره وتركيعه !

توريط الخصّم .. لإنهاكه وتدميره وتركيعه !

الرومان أسلاف الأمريكان والبريطانيين انتهجوا سياسة (فرّق تَسد ) ! ، والفرس أو الصفويون انتهجوا سياسة ( فرّس وجهّل تَسد ) ! ، لكن اليمين الماسوني الصهيوني المتطرف والمتوحش الذي بات يتحكم بالعالم منذ نهاية الحرب العالمية الثانية وحتى يومنا هذا ، كان وما يزال وسيبقى ينّتهج سياسة ( توريط الخصم ، واستدراجه للفخ ، ومن ثم تأليب الرأي العام العالمي ضده ، ثم الانقضاض عليه بلا رحمة ، وتركيعه وتدميره ، واحتلاله ونهب خيراته وثرواته ).
نعم يا سادة … إنها الرأسمالية وشريعة الغاب التي تسود العالم مذ أن وضعت الحرب العالمية الثانية أوزارها ، وسنضرب بعض الأمثلة الحصرية عن فحوى ما تقدم باختصار :
١- قبل نهاية الحرب العالمية الثانية ، ولكي تشارك أمريكا في تقاسم تركة ألمانيا ، وتتقاسم الغنائم وترسم حدود نفوذها وهيمنتها ، بالضبط كما تقاسمت بريطانيا وفرنسا تركة الدولة العثمانية بعد انتهاء الحرب العالمية الأولى ، ولكي تبرر تدخلها ومشاركتها في الحرب بعد أن تأكدت أن الكفة تميل للحلفاء ، مهدت الطريق أمام اليابانيين واستدرجت الإدارة الأمريكية آنذاك الخصم اللدود والعنيد إمبراطور اليابان للفخ كي تنقض عليه بكل وحشية وسادية ، ولتجرب سلاح الردع النووي أول مرة على رؤوس اليابانيين العزل والأبرياء ، ففي صبيحة السابع من ديسمبر لعام 1941 , شن سلاح الجو الياباني غارة على الأسطول الأمريكي المرابط في قاعدة ” بيرل هاربر ” في جزر هاوي في المحيط الهادئ ، وكانت النتيجة استسلام وتركيع اليابان ، لتتحول فيما بعد إلى قاعدة عسكرية أمريكية وأكبر حليف اقتصادي و تجاري حتى يومنا هذا !.
٢ – توريط وجر الخصم والعدو اللدود الاتحاد السوفيتي إلى المستنقع الأفغاني ، كي تزتنزفه وتنهكه بمقاومة وضربات المجاهدين العرب وحركة طالبان .. !!!؟, الذين بذلوا الدماء رخيصة دفاعا عن حياض الإسلام من التغول والتغلغل السوفيتي الشيوعي الملحد ..!!!، بدعم وتمويل السعودية ، ومحميات الخليج الثرية الذين دفعوا مئات المليارات بسخاء لشراء الأسلحة الأمريكية فقط لتزويد المجاهدين بها !؟، ثم بقدرة قادر تحول نفس هؤلاء المجاهدين العرب إلى بعبع ووحش كاسر وتنظيم إرهابي اطلق عليه أسم ( تنظيم القاعدة ) !، بقيادة حليف الأمس أسامة بن لان ، والذي تم بأسمه وأسم قاعدته ومجاهديه الأشاوس بعد سقوط الاتحاد السوفيتي مباشرة ، إعداد وإخراج وفبركة أحداث الحادي عشر من سبتمبر ( أيلول ) 2001 , كي تعلن أمريكا بشكل رسمي ، وتحضى بدعم وتأييد جميع دول العالم ، لتقوم تحت هذا التفويض والغطاء إعلان حربها الكونية بلا هوادة لإجتثاث الإرهاب الإسلامي ومنابع تمويله في العالم والشرق الأوسط .
٣ – محاولة توريط شاه إيران في شن عدوان على العراق وتهديد دول الخليج عام 1978 , وعندما رفض عملية التوريط ، أحدثوا البلبلة في إيران ، وانقلبوا عليه وجاؤوا بالرهبر “” خميني ” ، من باريس ليقوم بتأدية الواجب وإنجاز المهمة على حسب الأصول ، لكنه ولله الحمد خلال سنوات العدوان الغاشم اصطدم بصناديد وأسود الرافدين فجرعوه كأس السم الزعاف بشهادته وبإعترافه هو !.
٤ – توريط الرئيس العراقي الراحل صدام حسين للتخلص منه ومن نظامه الوطني الذي أمم النفط عام 1972 ، فعمدوا على جره إلى فخ الكويت عنوة بعد أن خرج العراق منتصرا في حرب الثمان سنوات ، بعد أن أمروا حكام دويلات ومحميات الخليج وهم صاغرين أن يغرقوا الأسواق العالمية بالنفط الرخيص لتدمير وشل الاقتصاد العراقي المنهك والخارج للتو من حرب دافع خلالها عنهم أيضاً من المد الخميني .. أي ما يسمى ( تصدير الثورة الإسلامية ) ؟!؟، لكنهم خانوا القيم والمبائ العربية، وغدروا بالعراق وبشعبه , وكانت النتيجة تدمير الكويت والعراق وأستنزاف وحلب دول الخليج ، وفرض حصار على العراق لم يسبق له مثيل ، تمهيدا لاحتلاله وتسليمه لإيران كي تشفي غليلها في قتل وإذلال العراقيين وتدمير ونهب العراق على مدى ٢٠ عاما .
٥ – توريط الرئيس الروسي ( فلادمير بوتين ) قبل ثلاثة أشهر ، وجره للفخ الأوكراني بعد تركيع العالمين العربي والإسلامي منذ بداية القرن الحالي ، والشرق الأوسط برمته ، لإعادة رسم خارطة العالم وتقاسم النفوذ ، ناهيك عن تصدير أزماتها الداخلية الخانقة التي تنذر بسقوط مدوي لإمبراطوريتها في حال تحالفت الصين وروسيا والهند فقط اقتصاديا !، واستبدلوا التعامل بالعملة الأمريكية ( الدولار) ، بعملات بلدانهم أو بعملة جديدة كاليورو أو غيره .
نافلة القول … ما ذكرناه ما هو إلا غيض من فيض … وكما أسلفنا الولايات المتحدة ما زالت تنتهج ( سياسة توريط الخصوم ) ، لإنهاكهم وتدميرهم وتركيعهم … لكن يبقى السؤال الذي يراود مخيلة المراقبين …هل يستطيع دهاقنة هذه القوة العظمى الغاشمة الاستمرار على هذا المنوال قرنين قادمين ..!؟؟؟، أم أن الله جل شأنه سيقضي أمرا كان مفعولا ، كي تتحرر شعوب الأرض من سطوة المارد الأمريكي , ومن سياسة العبودية والتبعية والترغيب والترهيب , وشن الحروب الاستباقية ، ووقف آفة الجشع والطمع الرأسمالي المتوحش عند حدودها !؟.