18 ديسمبر، 2024 8:19 م

تورطوا وغرقوا في سورية… أمريكا ستواجه مقاومة تُسقط طغيانها

تورطوا وغرقوا في سورية… أمريكا ستواجه مقاومة تُسقط طغيانها

إذا كان الهدف الاستراتيجي لأمريكا في المنطقة هو السيطرة المباشرة على مصادر الطاقة، فإنها حاولت تحقيق هذا الهدف عبر رعاية داعش وتعزيزها بمليارات الدولارات، ومدها بدعم لوجيستي ومخابراتي كامل بهدف تعميق عملية النهب للثروات وتفتيت وتقسيم وطننا الكبير الغالي على قلوبنا ” سورية ” بعدما فشلت في مشروعها الكبير على أيدي السوريين.

 

بعد أن فشل الرهان الأمريكي على الربيع العربي لإسقاط الدولة السورية وبعد أن تيقن الغرب أن الفشل هناك هو سيد الموقف، وأن الجهد الذي بُذل طوال السنوات الماضية سيذهب إدراج الرياح وسيتغير وجه المنطقة ومسار الصراع، فكان لا بد من إستثمار الإرهاب من جديد، لمنع سورية من الدخول في مرحلة هزيمة المشروع الغربي وتدمير كل ما بقي منها من مؤسسات وبنى تحتية وإقتصاد ومظاهر دولة لتحقيق مشروعهم الكبير.

 

هنا لا بد من التذكير بأن الإدارة الأمريكية فرضت أسلوب جديد من الحرب ضد كل من يخالفها أو يواجه مشاريعها في المنطقة، فأصدرت “قانون قيصر” على الشعب السوري والذي يفرض عقوبات طويلة الأمد على مختلف الجوانب الاقتصادية وخلق طرق بديلة لإسقاط دمشق وتحقيق مآرب العدو الصهيونيّ الغاصب في المنطقة، بعد فشلها في تنفيذها منذ أكثر من 10 سنوات من انخراطها في الحرب العسكريّة ضد السوريين.

 

استمراراً لمساعيها الرامية إلى نهب الثروات السورية ضمن المناطق التي تحتلها شمال شرق البلاد تواصل أمريكا نهبها للنفط السوري ونقله عبر الأراضي العراقية، رغم إعلان الرئيس الأمريكي أكثر من مرة عن نيته الإنسحاب من سورية إلى أنه يتذرع بتعزيز وجود قواته العسكرية المحتلة في شمال شرق سورية، لحماية حقول النفط هناك من السقوط مجددا بيد تنظيم داعش حسب زعمه.

 

وتزامنا مع هذه المستجدات الأخيرة، عملت أمريكا على نهب وسرقة القمح السوري بشكل يومي بالتواطؤ مع قسد المدعومة من أمريكا، وإخراجها عبر معبر الوليد غير الشرعي إلى العراق، ومن ثم بيعها والمتاجرة بها. والسؤال الذي يفرض نفسه هنا هو: كيف سترد سورية وحلفائها على هذه التحركات الأمريكية غير الشرعية ؟

 

تأسيساً على هذه الوقائع، إن استمرار الاحتلال الأمريكي والإبقاء على حالة النهب والسرقة للنفط السوري، هو الماكنة التي ستسرع في تشكل وتكوين المقاومة الشعبية السورية الوطنية، ليجد الأمريكي نفسه أمام حرب عصابات يعجز أمامها عن تحقيق أهدافه الاحتلالية، وبذلك لن يكون هناك موطئ قدم للاحتلال ومتطرفيه مهما بلغت غطرستهم وعربدتهم من خلال صمود أبناء الشعب السوري ومعهم جنود الجيش العربي السوري في الميدان الذين يرابطون للدفاع عن بلدهم بصدورهم العارية.

 

ومن هنا كانت الرسالة التي نقلها الرئيس الأسد لكل من يهمه الأمر، واضحة لا لبس فيها، قال الرسالة: ” نحن نحب هذا البلد، ومهما كانت المتاعب والصعوبات، التي نعانيها فيه، فلن نسمح بتخريبه، أو تدميره أبداً، فسورية يعشقها السوريون، ولن يفرطوا أبداً في استقرارها وأمنها، وكما نجح أبناؤها في حرب تشرين التحريرية سينجحون في طرد الإرهاب وأدواته من سورية”.

 

في الإتجاه الآخر، يعرف بايدن أنه في ورطة كبيرة لا يستطيع أن يمنع الجيش السوري من تحرير المنطقة من عصابات الإرهاب وفي نفس الوقت يدرك عواقب فشله في سورية، ويعرف العواقب الوخيمة التي سترتد على قواته المتواجدة فيها وفي المنطقة التي تعددت فيها مغامراته اللامسؤولة ، بالتالي سيبتلع بايدن مرغما ما تلقاه من هزائم حتى الآن، وسيتقبل بحدود الدور المقرر له بعد التطورات الميدانية في سورية، كما يعرف أن القادم أصعب بالنسبة له كونه يدرك أن التراجع في سورية يعنى الهزيمة الصعبة التي وصلت إليها مغامراته في سورية.

 

مجملاً… إن ساعة الرحيل الأمريكي من سورية ليست بعيدة، وقد تغيّرت سورية كثيراً عما عرفتها أمريكا عندما استقدمت داعش وأخواتها، وأن سورية دائماً من انتصار إلى انتصار رغم أنف البيت الأبيض وأعوانه، وأن سورية لن تعود إلى الوراء مهما حاول الواهمون لأن أبناءها قادرون على تخطي هذا المرحلة بكل قوة وعزيمة.