23 ديسمبر، 2024 11:06 ص

توحدوا وانفضوا غبار العار عنكم

توحدوا وانفضوا غبار العار عنكم

لن تجدوا لأنفسكم مهابة وكرامة الا وانتم موحدون وان استطعتم شراء مناصبكم بالمال فاعلموا ان أموالكم مهما كثرت، ونفوذكم مهما توسع والى أي حد نفشتم ريشكم. فانكم لن تستطيعوا ان تشتروا الكرامة التي تسقى بماء المقل، والاحترام الذي ينتزعه أصحاب الخلق الرفيع من هامات الرجال، بل ستساقون كالخراف حين يحين وقت نحركم ، فاعلموا واتعظوا مما جرى  ويجري لا بنائكم من سكنة مدنكم الذين تتحدثون باسمهم داخل برلمانكم الذميم او مجلس وزرائكم العقيم .
الاحداث تتوالى وسيناريوهات القتل والغدر والدماء الطاهرة مازالت تملأ شوارع المدن وقراها وكأن هذه الدماء لا تعني لكم شيئا، بل ان جل ما يعنيكم هو التزاحم امام عدسات الكاميرات لإثراء وسائل الاعلام بعبارات الاستنكار والشجب والادانة التي لم تعد تدخل اذان الناس لثقلها وتعاستها وبأسها عليهم .
  لقد أصبحت وجوهكم اكثر قبحاً وبشاعةً بين الناس، حتى ان الطرف السياسي الاخر الذي تتمنون رضاه عليكم ضاق ذرعا بكم لشدة تملقكم وتذبذبكم في المواقف ، فأي ذل بعد هذا الذل ينتظركم .
ان يقول الانسان كلمة الحق ، خيرا من استمراره بمهادنة الباطل ، ولعلي اصب جام غضبي على الطبقة السياسية التي تمثل اهل السنة في العراق ، رغم اني ارفض ان يتناول لساني وقلمي هذا التخاطب والوصف الدخيل بين افراد المجتمع العراقي ولكن لأننا نسير في حقل الغام زرعته اياد خارجية تريد ان تمزق نسيج هذا المجتمع بجميع اطيافه وملله ومذاهبه التي كانت موحدة وصلبة عندما كانت تحيط بنا النوائب ، لكنني ولمصلحة هؤلاء الذين يدعون انفسهم بالساسة، أقول لكم مخلصا قبل ان لا يكون للندم مكان تلجئون اليه ، ليصفح عنكم أبناء جلدتكم ، لقد بلغ السيل الزبى وبلغ الامر فوق قدره      وبلغت القلوب الحناجر ، فلا مناص لكم بعد اليوم الا ان تنفضوا عن وجوهكم غبار الذل الذي يحجب عيونكم حتى وانتم تلامسون كتاب الله الذي اقسمتم عليه ان تحافظوا على أرواح الناس وكرامتهم وتصونوا دماءهم التي استبيحت بفضل ضعفكم ووهنكم وحبكم للشهوات .
لقد مر اكثر من عقد وانتم تحملون في جيوبكم شعار المصالحة الوطنية ، فكم مؤتمر تم عقده لحد الان من اجل المصالحة التي اصبحت غالبيتكم تتحدث عنها وكأنها ازمة وقود او ازمة سكن وهذا ما جعل الاخرين من المتشددين الرافضين لهذا الشعار ان يتمادوا بقسوتهم وبميليشياتهم المسعورة لينالوا من لحم كبيركم قبل صغيركم لشدة جبنكم الذي تحول الى مصدر قوة لهم وظلم لأهلكم ، عودوا ايها الغارقون في الوحل من غيكم والقوا باستقالتكم البرلمانية والوزارية في وجه أعداء الوحدة والمحبة والالفة والسلام ، كما القى سيدنا موسى عليه السلام عصاه امام سحرة فرعون فنصره الله ، عندها يمكن ان يشفع الله لكم حسن نيتكم فتبرأوا من ذنب الأبرياء الذين ازهقت ارواحهم وهجرت عوائلهم ودمرت منازلهم دون انصاف او وجه حق .
 لقد اصبح يقينا لا يقبل الشك ان الحكومة الحالية لم تعد قادرة على ان تقف بوجه المليشيات والعصابات وحملة الرايات والخارجين عن القانون لانهم أدوات تتحرك على انغام المايسترو الإيراني والصهيوني ، هؤلاء لا يريدون منتصرا على الأرض ، بل يريدون من أبناء الشعب ان يكونوا حطب نارٍ دائمة الاتقاد ولا يهمهم من الغالب او المغلوب ، فلم يعد امامكم أيها الساسة سوى مغادرة المنطقة الغبراء والعودة الى جادة الحق والصواب، وعندها ستجعلون عدوكم يدنو اليكم خاضعا لشروطكم، وملبيا لمطالب اهلكم ، اللهم اني بلغت، اللهم فاشهد .