19 ديسمبر، 2024 12:23 ص

توجّه للمواجهة !

توجّه للمواجهة !

 يدرك كلّ جمهور العراق وعلى مختلف مستوياته الثقافية والأجتماعية , مدى التحديات الداخلية والخارجية التي تتعرّض لها البلاد وخصوصاً على الصعيدين المالي والأقتصادي ” على الأقل ” وربما ما يوازي ذلك في الجانب السياسي , وبغضّ النظر عن الستراتيجية التي سينتهجها السيد مصطفى الكاظمي وما قد يواجهه في تنفيذ سياسته ” وهذا الكلم سابقُ لأوانه والرجل لم يتسلّم مفاتيح السلطة بعد .

هنالك ايضاً دراية وادراك مسبقين  في الوسط الجماهيري العام  أن لا تعويل ولا حتى آمال وتأملات على تشكيلة الكابينة الوزارية القادمة , حيث احزاب السلطة وفصائلها هي التي تفرض نفسها واجندتها على ايّ رئيسِ وزراء , وربما كان بمقدور تلكم الأحزاب والفصائل عرقلة ترشيح الكاظمي للوزارة ” الى حدٍ كبير ” كما فعلتها مع نظيريه السابقين محمد توفيق علاوي وعدنان الزرفي , ولم يعد هذا الحديث والإنجرار في تفاصيله بذي اهميةٍ او اكتراثٍ لدى الشارع العراقي .

 

 الى ذلك , وازاءَ ذلك , فيتوجّب على كافة المواطنين او الجماهير بالتهيؤ النفسي والفكري ” اولاً ” لإعداد برمجة ممنهجة ومسبقة للتقشف المالي والأقتصادي على صعيد المصروفات والنفقات , حيث رواتب الموظفين والمتقاعدين ومعهما مدخولات او مداخيل القطاع الخاص معرّضة للإنخفاض والهبوط المتذبذب والمتغيّر الى درجةٍ كبيرة في كلا شهري تموز و آب المقبلين , ويصعب تقدير وتخمين لما بعدهما .!

النقطة الأشد ستراتيجياً في الصددِ هذا , والتي يصعب للغاية التخمين والتكهّن ” ولا حتى التنجيم ” بشأنها .! والتي تتعلّق بما قد تسفر عنه المفاوضات العراقية – الأمريكية في شهر حزيران المقبل , والمتعلّقة بقرارٍ برلمانيٍ عراقي بسحب وانسحاب القوات الأمريكية من قواعدها الجوية في العراق , وبغضّ النظر كلياً من أنّ هذا القرار قد جرى اتخاذه بالإجماع البرلماني ! وبغياب تمثيل الأكراد والسُنّة في التصويتِ عليه < ونأسف ونعتذر عن هذه التعابير والتوصيفت العِرقية والطائفية > , ووفقاً لما تؤكّد عليه الأخبار المنتشرة مؤخراً من أنّ العراق بحاجةٍ ماسّة الى مساعداتٍ مالية من الولايات المتحدة التي تحتفظ بالأرصدة العراقية في بنوكها او مصارفها , ومرورا او انعطافاً على مقترحٍ من اللجنة المالية البرلمانية العراقية بالطلب من الأمريكان بكسر او الغاء نصف مبلغ 4 ملياراتٍ ونيف دولار المودعة في مصارفها لإستيراد متطلبات الأدوات الأحتياطية والصيانة والصواريخ والذخيرة لمقاتلات ال F – 16 العراقية , التي تشكّل العمود الفقري وعضلاته للقوة الجوية العراقية , ونحنُ هنا لا نشير ولا نتبنّى هنا ” في الإعلام ” ايّ خياراتٍ مجرّدة او محددة في التعامل مع الأمريكان , سواءً وفق ما تفرضه الأحزاب والفصائل او غيرها ” , لكننا هنا نضع المواطن بصورةٍ ما , لما يمكن ان يترتّب عليه او تترتّب عليه ردود الفعل الأمريكية المحتملة أزاء طرد قواتها او خبرائها ومستشاريها في القواعد الجوية ” قسراً ” وفق قرارٍ برلمانيٍ عراقيّ , وكأنه يمثل كافة العراقيين من زاخو الى الفاو .!

 كما , وكأننا ومن اكثرِ من زاويةٍ , فكأننا ندنو نسبياً ” وربما اكثر من مرحلة حصار تسعينيات القرن الماضي! , ودونَ أن ننسى أنّ مفردات السلطة الحاكمة الحالية لجأت الى السعودية والأمريكان في حرب 1991 وثمّ جاءت عبرهما .!

إنّها فقط وجهة نظر لاغير لمن يمتلكون كلا قُصر وبُعد النظر في آنٍ واحد .!