22 نوفمبر، 2024 7:47 م
Search
Close this search box.

توجهاتنا بين الدائرة والخط المستقيم

توجهاتنا بين الدائرة والخط المستقيم

ان مجتمعاتنا تدور في حلقة مفرغة حتى بتنا نشعر بأننا عالقون في مستنقع الافكار والمفاهيم البالية ، دون اي تقدم في مجالات الحياة .

عندما تضيع في صحراء خالية من المعالم ، او في غابة كثيفة ، فانت لا تسير في خط مستقيم . انما تدور في دوائر .

قام معهد ماكس بلانك لعلم التحكم الآلي البيولوجي في توبنغن في ألمانيا ، بقيادة جان سومان ومارك إرنست ، بعمل تجريبي . فاثبتوا علميا ان الأشخاص معصوبي الأعين ، او التائهون في البوادي من دون مثابات او علامات ، يسيرون في دائرة ضيقة ، وهم يعتقدون انهم يسيرون في خطوط مستقيمة.

ولكن لماذا لا نستطيع السير بشكل مستقيم في مثل هذه الاحوال ؟

حتى الآن ، لا أحد يجزم من أين تنشأ الانحرافات المتراكمة للشخص التائه بحيث يسير على شكل دائرة .

وهنا يجب التمييز بين السير الى الامام في خط مستقيم . ام السير في دائرة او حلقة مغلقة .

ان الزمن يسير على شكل خط مستقيم . يبدأ في الماضي ثم الحاضر حتى ينتقل الى المستقبل .

اما ان تسير في حلقة دائرية فهذا يعني انك تراوح في مكانك دون تقدم ، رغم اعتقادك بانك تسير في خط مستقيم .

هل شعرت يومًا بأنك عالق في نفس الدوامة القديمة ؟
هذا يعني انك تستمر في ارتكاب الخطأ نفسه مرارًا وتكرارًا ، لأنك تدور في حلقة مفرغة ، وانت تعتقد انك تحرز تقدمًا . ثم تجد نفسك في نفس حالة الإحباط أو الغضب أو التوتر ، على الرغم من بذل قصارى جهدك .

ان هذا يرجع غالبا الى تخلف فكري او اجتماعي . ويستند على الخوف من المجهول والقلق ، فينكفئ على نفسه ، ويتمسك بافكار قديمة متخلفة ، خوفا من السير في طرق جديدة ، ويعزز هذا الشعور قهر حياتي كنتاج للتسلط الاجتماعي الريفي . او تقاليد عشائرية جامدة تشل الفكر الانساني ، وتمنعه من الانفتاح على عوالم مختلفة . او التقدم الى المستقبل بخط مستقيم .
ولذلك نشاهده يتقوقع داخل دائرة التخلف والرضوخ الى الافكار والتقاليد القديمة . ويتخذها معياراً لحياته ونظرته إلى الوجود ، ويبشر بها باعتبارها افضل صيغة للتعايش الاجتماعي والفردي . فتنعدم ارادته
وتنغلق أمامه كل آفاق المستقبل .
انه يهتم بالماضي بدلاً من التفكير في الحاضر والمستقبل .
انها ثقافة راكدة متخلفة .

اما المتفائل الواعي فانه يسير نحو المستقبل بخط الزمن المستقيم لتحقيق اهدافه .

ان الفرق بين الحي والميت يكمن في التغيير والتقدم . والجسم الذي لايتجاوب مع التغييرات ، يستكين للركود ثم الموت .

وهنا نذكر ان مجتمعاتنا ، اصبحت تعيش في بيئة جاهلة ترفض كل انواع التقدم والتطور ، مما جعل الفرد مشوش الفكر غير قادر على مواجهة الحياة . وتسليمه بواقع الحال على اعتباره قدرا مفروضا عليه .
ولذلك تجده غير قادر على تطوير حياته فاصبح يسير في دائرة مقفلة ، فلم يعد يهمه من اين بدأ ولا الى اين سيتجه وهو بالتاكيد لن يصل الى اي مكان بل سيعاود السير بنفس الطريق الدائري .

في مثل هذه الأحوال كان من الطبيعي أن تزداد الازمات، وتزداد الحيرة وفقدان الحيلة ، وأن ينتشر الخطاب المتخلف ، وبالتالي التطرف على حساب العقلانية والمنطق السليم وكسر الدائرة المقفلة ،نتيجة اجترار افكار الماضي العقيمة .

لقد ثبت تاريخياً أن الخروج من الدوائر المقفلة ، والانفتاح على العالم هو الطريق الوحيد القادر على التعايش السليم والبناء الخلاق .

لاتتعلق بامل تغير الواقع الذي تعيشه ، مالم تغيره بارادتك . ابعد مخاوفك من المستقبل واتخذ موقفا ايجابيا باستئصال كل الافكار السلبية التي تقيدك ، وامضي للحياة بخط مستقيم لتحقيق اهدافك .
ادهم ابراهيم

 

 

أحدث المقالات