23 ديسمبر، 2024 9:38 ص

سمعت كثيراً عن طرق الترويج للبضائع وكيف يتفنن بها المروجون لبضائعهم وباعتقادي ان افضل الاساليب التي سمعت عنها وحققت مبتغى الباعة هي القاعدة الشهيرة: (ثلاثة في واحد) وهذا ما نجده مدونا على اغلب اغلفة الاجهزة الالكترونية والمنزلية الحديثة او قاعدة: (اشترِ قطعتين تحصل على ثالثة مجانا) تتكرر باصوات مرتفعة كلما مررت بسوق وسمعت ذلك العرض المغري عبر مكبرات الصوت والغريب ان الناس باتوا يأنسون تلك الضوضاء حتى لو كانت تخدش اسماعهم ويزعجهم التكرار بوصف السلع ويخشون الهدوء لانهم متيقنون من ان ذلك الهدوء نذير شؤم لعاصفة لا تبقي ولا تذر حتما ستحطم كل ما يعترضها حتى تصل الى مبتغاها وهذا التخوف لم يأت جزافا بل كانت لهم تجارب مريرة هددهم بها الصمت مسبقا.

الواقع ان تلك اللعبة المربحة وجدتها تشبه الى حد كبير ما تقوم به امريكا في الشرق الاوسط التي لم تكن بعيدة عن ذلك الاسلوب فهي تروج لاجندتها بشتى الطرق بصرف النظر عن الوسيلة فتارة تمسك بمكبراتها الصوتية القطرية والسعودية لتروج عن بضاعة الدم لكل عربي لا يرغب بالهدوء وقد جنت تجارتها تلك ارباحا فاقت التصورات من خلال فتنة نائمة ايقظها سماسرة الدم لتصحو مجتمعاتنا العربية على عويل الثكالى وصرخات العذارى واصوات تنادي ليقظة عربية صماء.

اشترِ اقليما للعرب السنة وآخر للجنوب.. تحصل على اقليم ثالث مجانا سمّه ما شئت.. اذبح شيعيا واخر سنيا.. تحصل على مسيحي بالمجان.. فجر حسينية واهدم مسجدا.. تحصل على كنيسة من دون مقابل.

تربة خصبة اينعت ثمارها قبل موعد الحصاد.. انغام عزفوها فوق جراحنا في وسط الظلام.. مزامير الشيطان الفت افواههم.. رقصت فوق جراحنا وتاه الحلم العربي بدولة لفلسطين.

ترى هل ستبقى دائرة الرحى تطحن أحلامنا..؟! ام اعلن الشيطان الاكبر عن توبته في شهر الله.. ليخبرنا بشكل مفاجئ عن اسرار ويكيليكس التي اضافت نكسة اخرى اصابت عمق مكوناتنا في ليالٍ كنا نأمل منها ان تركع خاشعة لليلة القدر وتحلق بامانينا الى رب غفور عله يتطلف علينا بنعمة الامان ويمن على ناصر القصبي بنجاته من تهديدات داعش.. جل ما يقلقني ان يكون ذلك المسلسل الدموي الذي تفننت بأخراج حلقاته امريكا كاجزاء باب الحارة كلما انتهى جزء وعدونا بجزء لاحق يرجعون فيه الاموات.. وتعود الدول الكبرى لتعلن حربها وتحول دون توبة العرب.