عرف عن بغايا العرب, في عصور الجاهلية, بأنهم أصحاب ريات حمراء, للدلالة عن منازلهم وتميزها عن باقي الدور, وكانت من أشهر تلك المنازل وأكبر الرايات هي دار هند بنت عتبة.خلفت هند من ذلك السفاح أحفاد لايختلفون عنها, والتي طالما رفعت راية العداء للأسلام ولقادته, لكونهم أسقطوا راية الرذيلة ورفعوا راية العزة والشرف.
بعد عشرات من قرون خلت, عادت رايات البغاء لترتفع, ولكن هذه المرة سوداء, وليست حمراء, أمتزجت بين الحقد الأموي على هادم راية جدتهم, وقاتل أجدادهم, وبين البغاء الجسدي والرذيلة الفكرية, ليكون نتاجها بغاء متطرف من نوع هجين, شرع وفق عقلية دخلت الأسلام رهباً وخوفاً,حفاظاً على أرثها وصنعتها من الأندثار.
تجلت أبشع صور البغاء المتطرف في الفلوجة,حيث رفعت راياتها السوداء, منذ فترة ليست بقصيرة, حتى قبل التغير الذي حصل في العراق, فكان هناك مزيج وخليط لجينات مجهولة المكان والزمان, تجوب شوارع المدينة في ظل حماية أمنية مقصودة, لأنشاء جيل متطرف لأستخدامة في وقت الحاجة, هكذا كانت مدينة جوامع الضرار قبل سقوط النظام الصدامي.شرعت الأبواب بعد التغير لكل شذاذ الأرض وأفاقها, لتكون الفلوجة مدينة خلافتهم المنشودة, والتي طالما حلمت جدتهم الكبرى بأنشائها, قبل 1400عام, لتجد أحفادها أبناء السفاح والشبهة, قد حققوا ذلك الأمل المنشود, ليعلنوا عن مدينة الرذيلة, والفسوق, والقتل والذبح وهتك الحرمات, حدثت فيها جرائم مروعة, يندى لها جبين الأنسانية, وأنتهكت أعراض مصونة, بتواطئ من بعض شيوخ العشائر كما يسمون أنفسهم.
أنتج ذلك الأجتياح جيلاَ جديد هو نتاج العهارة والذلة والخيانة والخسة, بعقد سفاح باطل, فكان المولد الجديد رأس أفعى سامة قاتلة, في خاصرة الوطن, وبعد دعوات طلب التوبة والعودة الى أحضان بيتها الكبير, أبت تلك العاهرة, الا النشوز, فما كان من ولات أمرها الا أرجاعها الى بيت الطاعة بالقوة.لكن هذه المرة قد يكلفها الأمر غالياً لكونها تجاوزت كل حدود الطاعة والقيم الأخلاقية, التي بني عليها عراقنا الحبيب, فهل تعود الفلوجة بحلة جديدة عروس طائعة تائبة, بعقد شرعي الى حضن عريسها العراق أم تصر على على البقاء في هودج البغاء, الأيام تمر ونحن بالأنتظار