18 ديسمبر، 2024 6:57 م

توابيت الصمت .. لنا العزم ننتفض منها؟

توابيت الصمت .. لنا العزم ننتفض منها؟

نتصارع مع الزمن المصحوب بالعواصف المرعبة, والرياح القوية بكل الفصول, ونحن ننحني عنها بصمت, كأننا نغلق علينا توابيت, ونصمت أمام الأفكار المحيطة بنا, فيحملنا الصراع السياسي إلى حيث هم يتجهون بنا, كجنازة بنعشها, الذي يشمئز منها ليعود فارغا بأقل وقت ممكن, للمكان المخصص له, ينتظر أمر الباري, ليصطحب جثمان آخر, يملئ جوفه صامتا مستسلما, رغم الأصوات المدوية, والعويل الذي يحيط به, وتلامسه الأيدي لكنه بعيد عنها لا يستجيب, بمسافات يقدرها صاحب الجلالة والقدرة .

أجساد صامتة, أموات أحياء, تعمها الروح, وسلب منها التفكير والإرادة, ليس هم أصحاب القرار, أجساد فقط كجذوع الأشجار, تميل مع العواصف حيثما تتجه, تسلب منها ثمارها, وتنتزع أوراقها, وتنحني الأغصان مرغمة, وقد تتهشم بشدة العزم المتسلط عليها, ثم تتطاير رمادا مع هبوب الرياح الشديدة, بعد أن تحمل حطبا, وتحرق بنار الفتن والنميمة, يدفئ منها نفرا قليلا, ورمادها يضر الكثير, كشعبنا الفقير .

كيف أصفه ضرير هو أم بصير؟ تحنطه غمامة الصمت, التي نسجوها بأفكار عكفوا عليها سنين للتحضير, أشتقت من دراسة مستشرقين وتنظير, بتعبير حديث, هل عقولنا أصابها التهكير ؟ .

يعدون عدتهم, ويعكف مرتزقتهم للتفكير, وإعداد برامج جديدة, من الذي يستحوذ على العدد الأكبر, ويكسب ميل الجماهير إليه؟ من هو الذي يتصدرهم؟ قد يصفني البعض مجنونا, يتخبط بين الكلمات, ويتعثر بالأسطر, أو كغريق وسط بحر كبير من الهواجس, يبحث عن شيء كي يعلق, أحذر من مرحلة قادمة, تدفعنا لشفا الهاوية, التي شاء الباري أن ينقذنا منها, هل ننتفض من صمتنا, ونحرق نسيج الغمامة, التي عتمت علينا بالسنين الماضية, ونتجه نحو مستقبل جديد, ستجيبنا صناديق الإقتراع, التي ترتعد عتبا علينا, لما نفعل بأنفسنا, ونولول ندما بينها .