19 ديسمبر، 2024 12:05 ص

توأمُ الروح توأمُ الروح

توأمُ الروح توأمُ الروح

في عام ١٩٩٧ وحين بلغ الثانية والعشرين من عمره حيث كان منشغلاً باداء الخدمة العسكرية في البصرة؛ ولدت وعلى بعد مئات الكيلومترات فتاة اسمها رندة.

لم يكن يعلم ان تلك الطفلة ستصبح يوما ما امرأة ينبض قلبه لها فيدخل ذكرها السرور الى قلبه المليء بالاهات.

لتغدو ايامه – بعد ان عرفها – مليئة بالحياة.. لقد غيرت تلك الصغيرة مجرى الدم في عروقه واعطته سببا للحياة.

لقد خلقت له مساحة من السعادة.. كانت جنّته التي يشعر فيها بالسكينة والطمأنينة.. سيل من المشاعر المتدفقة ملأت قلبه.. لقد كانت الحبيبة والمعشوقة التي اغرم بها بلا حدود وغار عليها حد الجنون وحرص عليها كأخته وخاف عليها كابنته.

كان حين يحادثها يحسها بلسماً يسري في جسده.. تنقله الى عالم من المحبة عالم لم يألفه ولا يجده إلا حين يكون معها.

ليعيش – بعد ان تربعت في قلبه – سعادة وفرحا يغزله شوقه ولهفته اليها.. لكن سعادته كانت ممزوجة بالوجع والالم حين يصطدم حلمه بصخرة الواقع القاسية.

ليمتزج ينبوع الشوق والمحبة بطعم الاسى الذى لا يكاد يفارق ايامهما.

لقد كانت رندة توأم روحه حتى لكأنهما روحان في جسد واحد.. امتلأ قلبه شوقاً اليها رغم انه لم يلتقي بها.

مكالمة ومراسلة بينهما كانت كفيلة بان تتغلغل في قلبه مثل المدى وتستوطن هناك في فؤاده المثخن بالوجع.

وتمضي الايام وكأن حبيبته رندة، التي تبعد عنه مئات الكيلومترات، جزء من قلبه الذي كان يخفق بحبها ليل نهار.

حب وشوق ولهفة ولوعة وهيام وذوبان.. أحاسيس ملأت قلبه خلال تلك الشهور التي عدّ ايامها اجمل الايام في حياته.. لتغدو حبيبته الامنية الوحيدة التي يرجو ان تتحقق، وان تكون زوجته.

لكن.. جدار الواقع سرعان ما ارتفع بينهما ليقول لهما: لن تجتمعا.

فالامنية الوحيدة التي يتمناها ستترتب عليها – ان تحققت – آثار سببها عدم التكافؤ، ففارق العمر كان كبيرا فضلاً عن وجود زوجة واطفال، وما كان ليرضى ان يظلم حبيبته، ما كان يقبل ان يقدّم سعادته على شبابها ومستقبلها.

لقد رأى في ارتباطه بها ظلماً لها وانانية لنفسه فقرر وهو في قمة العشق؛ ان يقطّع خيوط تعلقها به خيطاً خيطاً ليتسنى لها استئناف حياتها ولكي لا يكون وجوده سبباً لتفويتها فرصة قد لا تعوض في اختيار شريك حياتها.

وكما ابتدأت علاقتهما برسالة قرر أن ينهيها برسالة.. فكتب لها:
رندة…
يا توأم الروح
يا نور القلب
يا فرح الفؤاد
يا طمأنينة النفس
يا سكينة الروح
قلبي يتقطع الما ويداي ترتجفان ارتباكاً وفي القلب حرقة وفي العين دمعة وفي الصدر حسرة.. عيناي ترنو اليك ايتها المرأة التي ملأت قلبي حباً.. ماذا أقول.. أنت كطائرتي الورقية التي تتراقص في سمائي فأنسى معها كل شيء.. ربط بيننا خيط الحب الذي لن تقطعه أعتى العواصف..
أردت أن أقول لك يا حبيبتي إني…..
إني متيّم بحبك أيتها الغالية.. وسأبقى أحبك الى آخر يوم من عمري…
 ولكني أردت أن أقول:
 إني… أحبك.
[email protected]