السيد رئيس الولايات المتحدة الأمريكية الـ 45 ” دونالد ترمب” المحترم …
بادء ذي بدء نبارك لكم الفوز الساحق على منافستكم السيدة ” هيلاري كلينتون “, ونرجوا .. بل ونتمنى أن تتجسد أقوالكم وتصريحاتكم ووعودكم بالأفعال وليس بالأقوال فقط , وأن يكون العهد الجمهوري الجديد بعد ثمان سنوات من حكم الديمقراطيين عهد أمن وسلام واستقرار ورفاهيةً للولايات المتحدة والعالم بأسره , وأن تكون مختلفة بحق وحقيقة عن حقبة الرئيس السابق ” باراك حسين أوباما “, الذي تفائلنا به نحن العرب والمسلمين عامة خيراً , وبأنه سيكون خير خلف لأسوء سلف في تاريخ البشرية كما هو ” جورج دبليو بوش “, لكنه .. أي السيد أوباما أمضى ثمان سنوات في سدة الرئاسة يوزع علينا ابتسمات سوداء وصفراء ويقول لنا ” زلامو أليكم , ولم يحقق طيلة فترة وجوده .. أي وجود الرجل الأسود في بيتكم الأبيض .. إلا إنجاز واحد لا غير .. ألا وهو توقيع الإتفاقية النووية مع الجمهورية الإيرانية !؟, ولم يفي بأي وعد أو عهد من تعهداته التي قطعها على نفسه في حملته الإنتخابية المزعومة ؟, وعلى راس تلك الوعود بأنه سيصلح أخطاء سلفه الجمهوري في العراق وفي أفغانستان وفي الشرق الأوسط بشكل عام , وأنه سيسحب جميع القوات الغازية , وسيعيد العراق لأهله .. إلخ !؟ لكنها على العكس تماً كانت أسوء بكثير من حقبة جورج بوش الأبن .
وأسمح لنا يا سيادة الرئيس الأمريكي الجديد ” ترمب ” بأننا ومن هم على شاكلتنا ممن يمتلكون رؤية بعيدة أو قصيرة ونظرة ثاقبة وقليل من الحنكة السياسية بأننا نعي ونتفهم ونقدر الأسباب والدوافع التي جعلت أمريكا تختار هذا الرجل ليكون رئيساً لها في مثل هكذا ظروف صعبة وحساسة خاصة بعد إرتكابكم لأبشع وأشنع خطيئة وجريمة بحق العراق والعراقيين منذ عام 1991 , وفرضكم على هذا البلد حصار مدمر لم يشهد له التاريخ مثيل , مروراً بغزوكم واحتلالكم وتدميركم وحرقكم له منذ عام 2003 وحتى يومكم هذا الذي فزتم به بالرئاسة 9 – 11 – 2016 ..! .
نعم وبما لا يقبل الشك بأن اختياركم للسيد باراك حسين الذي ينحدر من أصول وجذور إفريقية وإسلامية !, لم ولن يأتي من فراغ أو محض صدفة أو بسبب نزاهة صناديق ديمقراطيتكم المزعومة ..؟, بل على العكس تماماً , وأن اختياره عام 2008 ليكون الرئيس الــ 44 للولايات المتحدة , ما كان ليحصل إلا من أجل ذر الرماد في العيون والضحك على الذقون , بعد أن وصلت سمعة وهيبة الولايات المتحدة الأمريكية كدولة ديمقراطية عظمى إلى الحضيض , وأصبحت أغلب شعوب العالم تكره حتى أسم أمريكا بسسب ما ارتكبتموه من جرائم بشعة في العراق وأفغانستان وغيرها من الدول قبلهما , ناهيك عن ما أصاب اقتصادكم من كساد بسبب ما تكبدتموه من خسائر فادحة في الأرواح والمعدات في حروبكم العبثية التي شنيتموها وبنيتموها على أكاذيب وتلفيقات معروفة ثبت بطلانها باعترافكم أنتم قبل غيركم , ولهذا كان لزاماً عليكم أن تحدثوا تغيير لم يكن بخطر في مخيلة وحسبان حتى شياطينكم , بل فقط في مخيلة وحسبان وحسابات ومعادلات وأوراق دهاقنتكم من المحفلين … !, ولهذا جلبتم للواجهة وجئتم بهذا الرجل الذي ينحدر من أصول وجذور معروفة , كي تتخذوا منه قناع ودرع واقي , ولتغطوا به على جرائمكم وعلى وحشيتكم ..!, ولتقولوا للعالم أجمع وللشعوب الأمريكية والأوربية خاصة وللعرب والمسلمين عامة .. هاكم أنظروا … رجل أسود من أصول أفريقية ومن أب مسلم أصبح زعيماً ورئيساً لأكبر دولة وأقوى إمبراطورية عظمى كما هو السيد ” باراك أوباما ” !؟؟؟ .
لكن يا سيادة الرئيس .. بغض النظر عن الأسباب والدوافع التي جعلت من دفع بالناخب الأمريكي أن يعطي صوته ويمنح ثقته لشخص مثير للجدل كما هو شخصكم , ويجعل الخوف يدب في مفاصل الكثير من قادة وزعماء العالم كما هم الألمان والفرنسيين وغيرهم , لكننا نريد أن نصدّقكم ونمنحكم الثقة بأنكم ستكونون هذه المرة صادقين وجادين فيما تقولون وتوعدون , وبأنكم ستصلحون ما أفسده أسلافكم بحقنا نحن العرب والمسلمين خاصة والبشرية والإنسانية جمعاء منذ قيام أمريكا عندما شيدتم هذه الإمبراطورية على جماجم ملايين الهنود الحمر , والآن تشيدون اقتصادكم وقوتكم على جماجم وعلى حساب فقراء وتعساء مئات الملايين من العرب والمسلمين . من هنا نتوجه لكم ليس من باب الضعف والخوف بل من باب الإنسانية كفانا سفك للدماء , وكفانا حروب واقتتال من أجل النفط ومن أجل حماية أبنتكم غير الشرعية إسرائيل . ولنفتح صفحة جديدة بيننا وبينكم كعرب وكمسلمين , ولننعم كما هي الشعوب الأخرى بالأمن والأستقرار والرفاهية , مع علمنا ويقيننا أيضاً بأن السياسة الأمريكية وخاصة الخارجية منذ قرون وليس منذ عقود لن ولم تتغير بمجرد فوز جمهوري وخسارة ديمقراطي .. ما .
كما نود أن نقدم لكم نصيحة مجانية , بأن تشاهدوا الفلم المرفق أدناه , عسى ولعل تتعضون ,عندما قاومناكم وكيف أعاد أبناء المقاومة العراقية جنودكم الغزاة المعتدين إلى دولتكم وامبراطوريتكم العظمى في النعوش , أو يزحفون على سيقان وأقدام وأيدي مصنوعة من الحديد والأسلاك والبلاستك .. فكانت للأسف ردت فعلكم وفعلتكم أقبح من جريمتكم بحق العراق والمنطقة , بأن سلمّتم العراق على طبق من ذهب لألد أعداء العرب عامة والعراقيين خاصة لينتقموا منا نحن العراقيين .
ولكن إعلم أيها الرئيس الجديد بأن الفرس وأذنابهم لا ولن يصمدوا في العراق أبداً , وأن الشعب والجيش الذي هزمهم في القادسيتين وهزمكم عام 2011 , لهو قادر على سحقهم وإلحاق الهزيمة بهم عاجلاً أم آجلاً , بعد أن تتوقفوا أنتم وحلفائكم الأشرار عن تقديم الدعم والسلاح والغطاء الجوي لجرائمهم التي يندى لها جبين الإنسانية .
كما نرجوا ونتمنى عليك أن تتعض من سلفك المتهور الرئيس الجهوري السابق ” جورج دبليو بوش ” وأن لا تأخذكم العزة بالإثم وجنون العظمة والإمعان بالإجرام , فأنتم وليس غيركم .. وأعني من سبقكم من الإدارات الأمريكية المتعاقبة من أحرقتم ودمرتم العراق والشرق الأوسط من أجل سرقة خيراتنا وثرواتنا وكما أسلفنا أيضاً من أجل حماية أبنتكم اللقيطة الكيان الصهيوني الغاصب لفلسطين , وتحالفتم السري الشرير مع جارة السوء وعدوة العرب الأولى إيران … لكن العراق باق ما بقي الدهر لأنه أرض الله ورمح الله الذي لا ينكسر وجمجمة العرب … وعليك أيها السيد أن تقرأ التاريخ جيداً , وأن تعيدوا العراق إلى أهله قبل أن يحل عليكم غضب الله الذي يمهل ولا يهمل .
مواطن عربي مسلم من العراق يتمنى الأمن والسلام لبلده ولأمته العربية والإسلامية ولبلدكم ولجميع دول العالم .. وكذلك النجاح والتوفيق لكم .. والسلام على من أتبع الهدى