في اليوم العالمي للمرأة ليس للرجل إلا أن يقول لها “كل عام وأنت بخير، يأتي عيدك مؤتلقا في عباءة الربيع المزهرّ، ليذكّر المجتمعات بأنك نصفها الجميل والمعطاء.
اليوم هو اليوم العالمي للمرأة الذي أقرته الأمم المتحدة قبل 40 عاما، وتحتفل به نساء الأرض تعبيرا عن توقهن للحرية والمساواة، والذي لم يأت من فراغ وإنما انطلاقا من نضالات شاقة وطويلة اتحدت فيها أصواتهن العابرة للحدود والمسافات.
تعود البدايات إلى العام 1856، عندما خرجت نساء أميركيات للاحتجاج في نيويورك على الظروف غير الإنسانية التي كنّ يشتغلن فيها، ثم بعد أكثر من نصف قرن كانت مظاهرات الثامن من مارس 1908 التي نظمتها عاملات النسيج في شوارع نيويورك، وهن يرفعن أرغفة الخبز اليابس وباقات الورود، مع شعارات تدعو إلى منحهن حق الاقتراع في الانتخابات، وتخفيض ساعات العمل، والتوقف عن تشغيل الأطفال.
وفي 8 مارس 1909 خرجت عاملات في الولايات المتحدة للاحتفال بمرور عام على تحركهن السابق، وانضمت إلى صفوفهن نساء من الطبقة الوسطى ممن تبنين الدفاع عن قيم الإنصاف والمساواة وعلى رأسها حق الانتخاب، وفي أغسطس 1910 انتظم أول مؤتمر دولي للنساء في كوبنهاغن شاركت فيه 100 امرأة من 17 دولة.
وبمبادرة من الناشطة الاشتراكية الألمانية كلارا زيتكين تمت الموافقة على مقترح الاحتفال بعيد سنوي للمرأة دون تحديد موعد له، فقررت ألمانيا والدنمارك وسويسرا والنمسا الاحتفال به سنويا في 19 مارس ابتداء من 1911، وخصصت الولايات المتحدة يوما وطنيا للمرأة تحييه كل آخر يوم أحد من شهر فبراير حتى العام 1913 تاريخ التحاق نساء روسيا بهذا الاحتفال في ذات اليوم، قبل أن يخضن بدورهن مسيرات “الخبز والسلام” التي انتهت بنيلهن حق التصويت في 8 مارس 1917، ليصبح ذلك اليوم رمزا للدفاع على المرأة، التحقت بإحيائه دول أوروبا في العام 1945 بعد انعقاد أول مؤتمر للاتحاد النسائي الديمقراطي العالمي في باريس.
أما الأمم المتحدة فإنها لم تتبنّ تلك المناسبة رسميا إلا في العام 77 عندما أصدرت قرارا يدعو دول العالم إلى اعتماد أي يوم من السنة تختاره للاحتفال بالمرأة، فقررت غالبية الدول اختيار الثامن من مارس، وبالتالي تحول ذلك اليوم إلى رمز لنضال المرأة تخرج فيه النساء عبر العالم في مظاهرات للمطالبة بحقوقهن ومطالبهن.
في اليوم العالمي للمرأة ليس للرجل إلا أن يقول لها “كل عام وأنت بخير، يأتي عيدك مؤتلقا في عباءة الربيع المزهرّ، ليذكّر المجتمعات بأنك نصفها الجميل والمعطاء، وليشير إلى الحياة بأنك أنت من تصنعينها بفيض خصوبتك الذي يطلق من رعشة الألم خلقا سويّا، وكما أنت ألق الوجود وسر الخلود وسحر الحب ودفء الحنان وطهر الأمومة، فأنت مدرسة الأجيال وعماد المجتمعات وخيمة الأوطان ولو كره المنغلقون والقادمون من كهوف الظلام”.
نقلا عن العرب