23 ديسمبر، 2024 4:48 م

تهميش كرسي القلعة الاول

تهميش كرسي القلعة الاول

كثيرون، بل كثيرون جدا، من الذين يجلسون على هرم المؤسسات الصحفية، يهتمون جدا بـ(الكرسي)، يختارونه بعناية ويحرصون ان يكون لامعاً ذو بريق يدهش العيون ويبهر الالباب، مع اختيار دقيق لنوع المنضدة الفخمة وباقي الاثاث والادوات المكتبية الجلدية الراقية التي تليق بهذا المنصب.

هوس الحرص على (الكرسي) والاهتمام به، لم نلمسه بأي شكل من الاشكال نحن منتسبو (القلعة) في سلوك وتصرف صاحبة الجلالة الصحفية الكبيرة نرمين المفتي رئيس التحرير وصاحبة الامتياز، حتى ان هذه السيدة العراقية الخالصة كانت تحرص على ان تجلس مع الصحفيين والمصممين والفنيين على منضدة واحدة، تناقشهم في جميع تفاصيل الاصدار الدقيقة اثناء السنوات الثمانية الماضية من عمر (القلعة)، تلتهم معهم (لفات الفلافل) وتحتسي برفقتهم الشاي الاخضر بشغف يتصاعد الى سطح غرفة التحرير الصحفي مع سحب متطايرة من دخان السجائر.

الكرسي في (القلعة) لم ينجح في اغواء الصحفية المتألقة نرمين المفتي او كما يحلو لنا جميعا ان نناديها بـ(ام علي)، بل على العكس تماماً ظل هذا الكرسي وحيداً في زاويته البعيدة وفي وقت لاحق استخدمه الموظف الذي يجلس على الانترنيت فضاع مع باقي الكراسي وفقد (اهميته) المزعومة و(تألقه) الكاذب..

واعتقد جازماً ان سياسة تهميش الكرسي في (القلعة) ادت الى نجاح وتألق واستمرار هذا المطبوع العراقي الفريد، في هذه اللحظة بالذات اجد نفسي قد اكتشفت حلاً جذرياً لجميع مشاكل العراق، هذا الحل  يكمن في (تهميش الكراسي) ووأد جميع الرغبات الدفينة التي تسعى بنهم الى دوام سيادتها واستمرار بقائها في هذا الاطار البراق الذي يجعل العيون لا ترى المستضعفين في الارض، لنشتري المناضد فقط ونقف حولها كفريق عمل واحد ونستبعد جميع الكراسي فلا وقت هناك للجلوس… وهذا بالضبط ما قمنا به نحن منتسبو (القلعة) ابتداءاً من رئيس التحرير وانتهاء باصغر موظف انضم الينا قبل اشهر.

انها دعوة لرمي كراسي التسلط في الشوارع ونبذ بريق المناصب عسى ان يبارك الله سبحانه وتعالى الانجاز الذي نسعى الى تحقيقه، ومن هذا الموقع واحتفالاً بالذكرى الثامنة لصدور (القلعة) احيي بقلب يتدفق وفاءاً كل من ساهم في استمرار صدورها لاسيما السيدة المفتي وكل الطيبين من العراقيين الاصلاء، ولكل هؤلاء اقول .. كل كرسي وانتم بخير.
* مدير تحرير جريدة القلعة