19 ديسمبر، 2024 1:58 ص

تهذيب الشعائر , عبارة بدأت تتداول في الاوساط الشعبية عامة وبين الاوساط المحبة للحسين عليه السلام وشعائر كربلاء الحسينية , تهذيب الشعائر عبارة تحولت الى مصطلح مرعب يلعنه البعض وللأسف ممن هم الواجهة الواسعة للشعائر الحسينية ، سادتي خطباء المنبر الشريف لطالما هاجمتم من ينادي بتهذيب الشعائر وكأنه يريد ان يلغي الشعائر , وكأنه ليس بشيعي موالي لال البيت عليهم السلام ، ومن هنا اود ان اروي لكم هذه الرواية .
فانا اتذكر الايام الخالية نهاية ستينيات القرن الماضي وعندما ياتي شهر الاحزان محرم نقوم بما يلي ، نلبس السواد ، نحضر المجالس ، موكب الزنجيل يسير بهدوء وترتيب على اصوات طبل او اثنين ، التشابيه ، الرواديد يصعدون على منصة خشبية ويقرأون بصوتهم الجهوري وليس وجود لأي اجهزة تحسين الصوت ، التطبير موجود ولكن على نطاق ضيق وايضا بكل هدوء ولا نسمع الا كلمة حيدر حيدر .
واليوم استجدت امور ، الفديو كليب الحسيني ، ادخال الموسيقى مع القصيدة ، لطم الشور ، لطم الرقص ، اللطم بالنعل على الراس ، التمرغل بالطين ، المشي على الجمر ، التقلب على الشوك ، الشعراء يصورون زينب وهي جزعة الى حد فقدان التوازن والعباس لم يكن كافلا لزينب بصورة صحيحة ، مجانين العباس ، كلاب رقية ، المطبرون بعد اكمال التطبير يجولون بالشوارع وكانهم يقولون ياناس نحن طبرنا ، مواكب التطبير تدخل الى الحرم الشريف مع علمنا ان الدم نجس مع كامل الاحترام لمن سقط منه .
سادتي الاكارم ، من هذه المستجدات نريد ان تهذب الشعائر  لاننا نحترم الحسين ولا يمكن ان نسميه أسين لو قطعوا رقابنا . الحسين استشهد لنكون احرارا ، رجالا منتظرين مكتملي العقل والثقافة للاخذ بثاره مع الامام صاحب العصر والزمان ولا يمكن ان يريد لنا ان نكون كلابا . 

أحدث المقالات

أحدث المقالات