18 ديسمبر، 2024 5:14 م

تهديدات على وقع الحرب في أوکرانيا

تهديدات على وقع الحرب في أوکرانيا

لم تأت التصريحات التي أطلقها القادة والمسٶولون في نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية والتي أيدوا فيها بصورة وأخرى الاجتياح الروسي لأوکرانيا صدفة أو لأنها تعبر عن موقف مبدأي لهذا النظام، بل إن إطلاق تلك التصريحات قد جاءت في وقت حرج وحساس في محادثات فيينا حيث إن هذا النظام لايجرٶ على الانسحاب منها لما قد يکلفها ذلك داخليا ماقد يجعله أثرا بعد عين على يد الشعب الايراني لکنه وفي نفس الوقت يريد بطريقة وأخرى وحتى اللحظة الاخيرة التي تسبق التوقيع على الاتفاق المناورة والمراوغة واللف والدوران، وإن الظرف الدولي الحالي على أثر الهجوم الروسي على أوکرانيا يبدو إنه قد راق کثيرا لخامنئي بحيث دفعه لإطلاق تصريحات يهدد فيها البلدان الغربية بصريح العبارة!
هذه التصريحات التي قال خامنئي فيها من إن إيران لن تنحني أمام الضغوط الرامية لجعلها تقلص قوتها الدفاعية ووجودها في المنطقة والتقدم في التكنولوجيا النووية. تأتي أيضا متزامنة مع ماقد قاله وزير الخارجية الايرانية من إن العقوبات لا تستطيع كبح تقدم بلاده، وذلك بعد إطلاق القمر الصناعي العسكري “نور 2” إلى مداره هذا الأسبوع. والانکى من ذلك إنه وبنفس السياق، فقد ذکر موقع نورنيوز التابع لأعلى هيئة أمنية إيرانية إن إحياء الاتفاق النووي لا يمكن أن يقيد متابعة طهران لبرامجها الصاروخية والفضائية. وأکد هذا الموقع ماقد صرح به خامنئي عندما قال في تغريدة له على تويتر بأن إيران ليست مستعدة للتفاوض على قدراتها الدفاعية وسياساتها الإقليمية. أما ابراهيم رئيسي فقد قال هو الآخر بأن إيران لن تتراجع عن أي من خطوطها الحمراء في محادثات فيينا. وأضاف رئيسي في تغريدة على “تويتر” “تسعى الحكومة بقوة لرفع العقوبات في محادثات فيينا”.
کل هذا يٶکد بأن الموقف الايراني عندما يتخذ هکذا سياق وبهکذا صورة ملفتة للنظر بحيث لايکون هناك أي صوت يبادر الى التخفيف من حدته کما کان هذا النظام يعمل دائما من أجل جس النبض أو تحين الفرص، وهو موقف يمکننا أن نشبهه من حيث تصلبه بالموقف الروسي في الحرب الدائرة في أوکرانيا ولاسيما من حيث فرضه شروطا تعجيزية لإيقاف الحرب، وإن خامنئي عندما يهدد بإستمرار سعي نظامه في المجال النووي وکذلك في مجال توسيع قواته وإستمرار دوره ونفوذه في بلدان المنطقة، فکأنه يريد أن يخاطب البلدان الغربية وفق المثل العراقي المشهور”تريد أرنب أخذ أرنب، تريد غزال أخذ أرنب”، حيث إن خامنئي والمسٶولين الاخرين في نظامه يقولون بصريح العبارة أنهم ماضون قدما في نهجهم الى النهاية، والسٶال هو؛ هل سيتم لخامنئي ونظامه ذلك؟!