18 ديسمبر، 2024 6:24 م

تهديدات طهران لكردستان حقيقة أم إبتزاز…!!

تهديدات طهران لكردستان حقيقة أم إبتزاز…!!

أعطتْ طهران موعداً نهائياً لحكومة إقليم كردستان،العشرين من أيلول المقبل، لكي يقوم الإقليم،بغلق مقرات المعارضة الإيرانية المسلحة،وسحب سلاحها،وإنهاء تواجدها العسكري في عموم الأقليم،جاء هذا (التهديد)، أو(الإتفاق) مع حكومة بغداد وإيران والإقليم، فيما يشبه (صفقة سياسية) ،بين هذه الاطراف،لتنفيذ بنود معينة على الأرض،ومنها قضية إنهاء المعارضة الإيرانية،وعودة الحزب الديمقراطي الى كركوك ودفع رواتب ومستحقات الاقليم ،التي فتحت أزمة كبرى بين عرب وتركمان كركوك، والحزب الديمقراطي الكردستاني،وهذه الإتفاقية بين الأطراف الثلاثة ، تشبه الى حدٍ كبير ،إتفاقية سنجار التاريخية،التي مازالت حبراً على ورق،رغم إشراف الامم المتحدة عليها،السؤال الآن، هل تستطيع حكومة الإقليم تنفيذ،وعودها بطرد المعارضة الإيرانية المسلحة،من أراضي كردستان،وغلق مقراتها، وهل تنفذ طهران تهديداتها بعد إنتهاء المهلة المقررة ضد كردستان، وماهو موقف حكومة بغداد ،إذا لم تنفذ حكومة الإقليم وعدها، بغلق مقرات أحزاب إيرانية مسلحة،ونفذت طهران هجومها على كردستان،ولماذا لم تنفذ بغداد إتفاقية سنجار ،وتنزع فتيل أزمتها مع تركيا،بطرد حزب العمال الكردستاني التركي من سنجار وجبل سنجار، ومخمور والسليمانية وقنديل، هذه اسئلة ملحة تقلق الشارع العراقي، وتهدد أمنه وإستقراره الهش،في ظلّ تحولات دولية وسيناريوهات وحشود أمريكية عسكرية هائلة ومقلقة ،ولكي نجيب على هذه الاسئلة ،ونحللّ الأوضاع المضطربة في عموم العراق، لابد أن نستعرض أوضاع العراق الأمنية والسياسية ،حتى نضع القاريء في المشهد الحقيقي في العراق،نحن نعتقد أن قابلية ووعود الاقليم ،بطرد المعارضة الايرانية المسلحة ، ضرب من المستحيل،لسبب بسيط،هو أن المعارضة الايرانية ،التي هي داخل الاراضي العراقية بكردستان، ستنفذ أوامرحكومة الاقليم، بغلق مقارها في عموم كردستان ، ولكنها ستدخل الى عمق الأراضي الأيرانية، في الجبال الوعرة، التي يستحيل وصول القوات الإيرانية الوصول لها، تماماً كما كانت تفعل المعارضة العراقية والبيشمركة ،مع النظام السابق(تبادل أدوار فقط)،نعم ستنقل المعارضة الإيرانية عملياتها العسكرية، وعملها داخل الإراضي الإيرانية،فيما يشبه قول(كأنك يابو زيد ماغزيت)، أما نقل المعارضة الايرانية الى منطقة من العراق،كأن تكون المناطق الغربية، فسترفضها المعارضة الايرانية بكل تأكيد، لانه لا تحقق أهدافها العسكرية ،وإبتعادها عن عمل العسكري على الحدود الايرانية العراقية،إذن الإتفاقية لايمكن لها أن تتحقق وتنفّذ على أرض الواقع وستبقى حبراً على ورق حالها حال اتفاقية سنجار، التي تعجز ويستحيل على حكومة بغداد، إغلاق مقرات وقواعد العسكرية لحزب العمال التركي (البككا) ،في جبل سنجار وقنديل وغيرها ،وطرده خارج الاراضي العراقية،وبهذه الحال لايتحقق الهجوم العسكري الايراني على كردستان ،لأن الإقليم نفّذ بنود اتفاقية بغداد مع الاقليم ،بخصوص إنهاء تواجد المعارضة وغلق مقراتها، وسحب البساط من تحت أقدام حكومة طهران ،في تنفيذ وعدها،وإذا نفذّت طهران تهديداتها ضد الاقليم ، سيكون كارثة على المنطقة ، لتواجد أمريكي عسكري مكثف في كردستان، مطارات وقواعد وحشود عسكرية كبيرة، وستتدخل أمريكا في أي هجوم إيراني على كردستان لصالح الإقليم، وسط عجز حكومة بغداد عن طرد البككا التركية من العراق، يشبه عجز الإقليم عن طرد المعارضة الايرانية وأحزابها ،إن أي هجوم إيراني ولو محدود ،داخل الاراضي العراقية ،ستتدخل أمريكا ويعدّ إستفزازاً لها،ودفاعاً عن حليف إستراتيجي له في العراق،في وقت من حق إيران على العراق ضبط حدوده معها، ولا يسمح بأي عمل عسكري للمعارضة الايرانية ،وكذلك الحال لتركيا أيضا من حقها الدفاع عن امنها القومي ،ومنع إعتداءات حزب العمال التركي إنطلاقا من الأراضي العراقية،وقد تتم صفقات سياسية بين العراق وتركيا بخصوص حزب العمال التركي ،على غرار إتفاقية طهران بغداد والإقليم أثناء زيارة أردوغان المرتقبة لبغداد، ومنها إلغاء ديون النفط التركي، وتصدير النفط من كردستان بميناء جيهان التركي ،إن العراق سيشهد تحولات كبرى ،في ظل هذه الازمات التي تقف خلفها أمريكا، لتنفيذ أهداف إستراتيجية كبرى، وما تواجد الحشود العسكرية الامريكية ،إلاّ لسيناريو عسكري وتغيير جيوسياسي مؤكد، في كل من العراق وسوريا ولبنان،والمعركة ستكون ساحتها العراق وسوريا،ولروسيا وإيران دور أساسي فيها ،ولهذا نرى إيجاد تبريرات أمريكية وخلق أزمات عراقية وسورية،( ازمة عروب وتركمان كركوك مع الحزب الديمقراطي الكردستاني)،( وأزمة تظاهرات أهالي محافظة السويداء السورية ،مع النظام السوري ومطالبتها بسقوط النظام)،فلا يمكن أن تكون أزمتي كركوك – السويداء صدفة، وبلا تخطيط أمريكي، لخلق الأزمات وتبريرات التدخل، وحتى عمليات ونشاطات تنظيم دااااعش في كل من سوريا والعراق ،تقف إدارة بايدن خلفه وتدعمه،أعتقد المنطقة مرشحة لفوضى أكبر من الفوضى،التي خلفها الغزو الأمريكي للعراق،وما نراه على الأرض من تحركات وصراعات، بين أمريكا وحلفائها ،وروسيا وايران وحلفائهما ،أمر يثر الريبة والشك الى اليقين،بأن سيناريو العراق سيتكرر وبشكل أكبر وأوسع ،ليس في العراق فقط، وإنما في العراق وسوريا وإيران…!!