22 فبراير، 2025 12:03 ص

تهديدات ترمب لإيران حقيقيةٌ أم إبتزازيةٌ ….!!!

تهديدات ترمب لإيران حقيقيةٌ أم إبتزازيةٌ ….!!!

منذ أن دخل الرئيس ترمب الى البيت الابيض، رئيساً للمرة الثانية، وهو يتوّعد إيران ومنطقة الشرق الأوسط ب(بالجحيم)،وآخر تهديداته كانت لحركة حماس،بإلغاء إتفاقية وقف إطلاق النار بغزة بعد تدميرها،إن لم تطلق حماس سراح الرهائن الإسرائيليين والأمريكان كلهم،وهدّد كندا وجعلها الولاية ال(52)،وضم دولة بنما الى أمريكا ،وتغيير إسم خليج المكسيك الى خليج أمريكا،وهددّ أيضا بتهجيروتوطين أهل غزة الى الاردن ومصر،وهكذا يومياً يطلق تصريحاً نارياً ،وكأنه (ثورهائج في متحف خزف)،اليوم تتركّز تهديدات الرئيس ترمب الى إيران والعراق،وفصائلها المسلحة الولائية، والحشد الشعبي بشكل مباشر،من خلال تسريب معلومات أو تصريحات أمريكية ،من داخل كابينة ترمب الحكومية كالنائب ويلسون وغيره، يطالبون بحلّ الحشد الشعبي ،وسحب سلاح الفصائل، ويهددّون بضرب وتدميرمفاعلات إيران النووية ،يقابلها تصريحات وتهديدات ايرانية لموتجهة اي عمل عسكري لمفاعلاتها ،اليوم في العراق ، هناك تخوّف واضح لدى الاطار التنسيقي، من تكرار سيناريو سوريا، والجولاني في العراق،ولكن بطريقة أخرى ،تسمى (التغيير الناعم)،أو بقصف معسكرات الفصائل،وإغتيال قيادات في الإطار التنسيقي والفصائل والحشد وغيرهم،وأمريكا الآن تعمل على إحداث التغيير الناعم، وهو الأفضل لها من غيره، ويقصد به، وضع الإقتصاد العراقي كله ،تحت سطوة وقرار أمريكي صارم، ومنه (الدولار والنفط )،كأفضل سلاحين وأقصر طريقين، لتنفيذ قرارات الرئيس ترمب لحكومة السوداني والإطار التنسيقي،وما أعلنه نوري المالكي قبل يومين، يؤكد ان هناك تخوّف حقيقي وقريب التنفيذ ،لخطة ترمب في العراق،حين قال وحذّر من تكرار (تطبيق سيناريو سوريا في العراق)،ويعيش الشارع العراقي حالة من الترقب ، في حين تعيش حكومة السوداني والاطار التنسيقي حالة من الفوضى، والارباك السياسي والمالي والاداري،بسبب تخبّط تنفيذ الخطط والبرنامج السياسي مع الكتل الاخرى، حيث هناك صراع مالي مع الاقليم وتحديداً الحزب الديمقراطي الكردستاني، حول توطين رواتب موظفي الاقليم، ورفض الإقليم له، ويدفع هذا الصراع حزب الاتحاد الوطني ،للتصعيد والضغط على الاقليم، بدفع تظاهرات تهدد أربيل وتخلق الفوضى فيها بحجة الرواتب،في حين توجد خلافات سياسية عميقة،مع كتل ومكونات(سنيّة) كالشيخ خميس الخنجر والحلبوسي وغيره،بسبب تنفيذ قانون العفو العام والاتفاق السياسي،إضافة الى الخلافات العميقة داخل الإطار التنسيقي ،حول مسألة حلّ الحشد وسحب سلاح الفصائل ، كل هذه الصراعات والخلافات ،تجعل قرار الحكومة العراقية ضعيفاً ،أمام الموقف الأمريكي المتشدّد،تجاه الفصائل والحشد الشعبي،مما يجعل أمر تنفيذ أمريكا لقراراتها في العراق، أمراً سهلاً وقابلاً للتطبيق، خاصة وإذا ما عرفنا أن الأحزاب والكتل، من خارج الاطار تتوافق وتطالب بحل الحشد والفصائل،إستجابة لقرارات أمريكا واسرائيل، لقناعتها أن إيران ومن خلال الفصائل الولائية ،وزعماء الإطار ،هي من يسيطر على القرار العراقي ، وأن ايران لم يبق لها سوى الحشد والفصائل في( خندق الصدّ) ، لمواجهة التهديدات الامريكية والاسرائيلية، ضد مفاعلاتها النووية، بعد فقدانها النفوذ في سوريا ولبنان ،إذن تهديدات ترمب جادة ،وتسير وفق خطة أمريكية وإسرائيلية حاسمة لاجدال فيها، وهي ممارسة الضغط الأقصى والأقسى، تجاه إيران وفصائلها،وتهددها بالويل والثبور إن لم تنفذ، فيما تتعامل مع حكومة السوداني ،بشيء من النعومة والهدوء، وتعطيها جرعة من الأمان والقوة ،لتقوم بحلّ الفصائل ،ودمج الحشد الشعبي بالجيش والشرطة ،وهذا مافعلته حكومة السوداني، بقيامها بإبلاغها الفصائل ،بخطة الرئيس ترمب وإسرائيل وأن تهديدههما حقيقي وليس إبتزاز او تخوّيف، فعقدت لقاءات مباشرة قادها السوداني بنفسه، مع قادة الفصائل المسلحة، وقبِل البعض بنزع السلاح ،وإندماج الفصيل مع الجيش والاجهزة الأمنية، مع فرض شروط الحصول على مناصب حساسة، فيما رفض فصيل كتائب حزب الله والنجباء عرض السوداني، وأصرّا على مواجهة أمريكا ورفض قرارها علناً، بل تم تشكيل فصيل مسلح آخر سمّوه(فصيل البرهان)، تابع لأحد الفصائل، كإثبات على المواجهة المسلحة مع أمريكا، والذهاب الى الاخير ضدها، وفي إجتماعه الأخير نصح مرشد ايران الخامنئي ، حكومة الإطار التنسيقي والفصائل، التعامل الجيد وعدم إستفزاز،وكسب الأحزاب السنية، وحلّ المشكلة المالية مع الاقليم ، لتفادي سيناريو سوريا في العراق،إن سياسة إيران الحالية هي تفادي ضربة مفاعلاتها ،والمواجهة مع أمريكا وإسرائيل داخل الاراضي الإيرانية، ودفع الفصائل والحشد الشعبي، وأنصار الله في اليمن ،من إشغال أمريكا وإسرائيل عن نقل الحرب داخل إيران، حتى وإن واجهت الفصائل والحشد ،مصير ما واجهه حزب الله في لبنان، وبشار الاسد وفصائلها في سوريا ،وهي تعمل بكل قوتها ودهائها وعنادها المعهود على إبعاد شبح الحرب داخل ايران، للحفاظ على مفاعلاتها من القصف والتدمير، الذي تهدّد به أمريكا واسرائيل بقوة وإصرار،نعم الرئيس ترمب ونتنياهو جاديّن تماماً، لتطبيق سيانوريو لبنان وسوريا في العراق، وقد إتخذا قراراً بهذا الشأن ويعملان عليه ولكن بهدوء تام، حيث يستخدمان( العصا والجزرة )في سياستيهما في العراق ، ومع إيران، مستغلان (نشوة إنتصارهما) في لبنان وغزة وسوريا، ولم يبق سوى العراق، ليتم تنفيذ مشروعهما في الشرق الاوسط ،ويتخلصان من النفوذ والهيمنة الايرانية،في الشرق الاوسط،حتى تنفّذ إسرائيل حلمّها الأسطوري وشعارها من الفرات الى النيل، وتنفذ أمريكا حلمها إقامة مشروع السرق الأوسط الكبير،وهذا كان لم يتحقق لو أن إيران،تركت أتباعها يحكمون مايريده الشعب، لاماتريده هي ومشروعها الكوني الديني، ومايسمّى بال(هلال الشيعي)، الذي إنكسر وإندحرعلى أعتاب بوابات دمشق ، ومجيء حكومة سورية متشددة، خرجت من عباءة تنظيم داعش الإرهابي،الأخطاء القاتلة، تقود دائماً الى نتائج كارثية قاتلة ، وهذا مانراه الآن في المنطقة، وعلى حكومة السوداني،إذا أرادت الحفاظ على الأمن والإستقرار في العراق، وتجنيب العراق خطر الحرب ،وإعادة سيناريو سوريا ولبنان عليها، الإفلات والخروج من عباءة إيران(وهي مهمة صعبة جدا بنظري)،ولكنها غير مستحيلة، اذا ما فضّلت مصالحها ومصير شعبها ،على مصالح الآخرين،نعم مازال الوقت سامح لها، بإنقاذ العراق من خطر ماحصل في سوريا، ولكن لكل شيء تضحيات ،وعادة ماتكون التضحيات كبيرة ، ولكنها تدرأ خطراً أكبر على شعبها، ومستقبلها المجهول ،في ظلّ صراع دولي وحرب مدمرة وشيكة ليس العراق طرفاً فيها،الحرب واضحة وحتميّة بين امريكا واسرائيل من جهة، وبين ايران وأذرعها من جهة اخرى، هذا هو المشهد الذي تنتظره المنطقة ، نعم شعب العراق غير مهيأ لحرب،هو ليس طرفاً فيها، ولا لهُ مصلحة فيها،شعب العراق عانى من الحروب لربع قرن مضى ،وعليه لملمة جراحه ،والنظر الى مستقبله ،وإعادة نازحيه ومهجريه ،وإعمار ما دمره الاشرار، في المدن المخرّبة ،بفعل الارهاب الداعشي الاجرامي والتصالح مع شعبها، هذا كل مايريده شعب العراق، ولكن الأجندات الاقليمية ،والدولية ،لاتريد للعراق أن يستقر وينعم بالامان ، خدمة لمشاريعها الاستراتيجية ، وبوصف العراق له ثقل وموقع جيوسياسي وجغرافي مهم وإستراتيجي إستثنائي، فهو دائما في عين العاصفة ، نعم تهديدات الرئيس ترمب للعراق وايران حقيقية ،وابتزازية في وقت واحد ،تماماً كما هي مع المملكة العربية السعودية، ومصر والاردن ودول الخليج العربي، فهو رجل إقتصاد وتجارة لاسياسة،ومن يسير خلفه فليتحمّل……..!!!!

أحدث المقالات

أحدث المقالات