23 ديسمبر، 2024 4:48 ص

تهددونا بجبار عنيدِ !

تهددونا بجبار عنيدِ !

تجتاحني لحظة اليأس المريرة ، فتوقعني في فخ الترقب ، وينتابني الهلع لبلوغ ذروة الإحباط .. فأرتقب الغيث من نقطة العدم واتوجس الخيفة من السقوط في فجوة القحط الجشعة التي تنتاب الروح في صحراء الوجد القاحلة وارتجي من غيث الهطول مفاعليه وما من مغيث .. قد يبدو الأمر سقوط في الجزع والقنوط ، لا وربي ، لم اقنط من رحمة الله فهي واسعة شاملة عامة تامة ، ولكني اشكو ظلم الزمان لي رغم براءتي الموثقة بالادلة والبراهين ، ترى لماذا تجري رياحي بما لا اشتهي ؟ فكل من القاه يشكو دهره فيا ليتني ماسمعت ، أو ولدت أكمها كي لا ارى الحزن ولا الحزن يراني ..
اينما اولي وجهي شرقا كان أم غربا فأني لا أرى إلا كتل من سراب تحيطها اسراب من خفافيش جائعة تبحث عن الطرائد بشكل محوري لايفتر أبدا بل يدور بسرعة تفوق سرعة دوران الارض ، وفي طرف ما من هذا العالم البليد المتجهم يعتاش الطفيليون والجهال على موائد تحفها اطوال من استبرق وديباج اخضر يسلب الالباب ومعارج عليها يظهرون وزخارف شتى لم يعرفها اشهر الفنانين على مر العصور . مالذي يحدث ياترى ؟ لماذا ترتفع السفلة من الناس وينحدر الطيبون الى حضيض الارض ثم يردون الى اراذل العمر لا يلوون على شئ يذكر ، حتى وإن كانت كسرة خبز تسكت صراخ الجوع الأشر ؟! أمع كل هذا يكون التصبر والصبر ؟ ما اهونك ايها العمر وما اقساك ايتها السنين .. تمضي أناس وتغدو اناس والحال هو هو ، فلان يسمونه صاحب الجلالة وهو ليس من الجلالة في شي إنما بشر يأكل الطعام ويرمي محتويات بطنه حيث يجب ان ترمى ! فأنى له الجلالة ؟ وذاك صاحب للسمو رغم أنه يخطئ بقراءة سورة الفاتحة سبع مرات متتاليات في الوقت الذي يرمى فيه الصديق يوسف في غيابات الجب ومنه الى السجن بضع سنين ؟؟ أين صار الحق وأين مضى ، أين الشموس الزاهرات ، وأين هم أباة الضيم لينقذونا مما نحن فيه ؟ يبقى ابو لهب سيد الموقف مع أم جميل يشعلون نارا ذات لهب ، وتظل زليخا طليقة اليدين تفعل ما يحلو لها مع صويحباتها اللاتي قطعن ايديهن من خلاف ، ويظل فرعون ماض في غيه مدعيا الألوهية وأنه الرب الأعلى وتلك الانهار تجري من تحته ؟ إلا هدهد سليمان فقد نجا من الذبح المؤكد ببركة نبأ يقين جاء به من سبأ المحاصرة بالكهنة والدهاقنة من البوذيين والسيخ المتحالفين على قتل ( الروهينغا ) بحجة الكفر والالحاد ، هكذا هو الموت المدهش كما يوصف في اساطين السلاطين . نساء يبحثن عن كسرة فرح توفرها حكومة غبية ، معاقون يشترون كرسيا متحركا بكلية من الصنف النادر ، ثكالى يبحثن عن ابنائهن بين اكداس النفايات وأخاديد الارض التي حفرها أصحاب الأخدود الذين لايخشون النار ذات الوقود ! .. جميلات عوانس يندبن حظوظهن على مافاتهن من زمن الفيس بوك والتويتر ! .. عجائز شمطاوات يحثن الخطى للشد والنفخ والتاتو ليبدين أصغر سنا من ذي قبل ، جحافل من الجيش والشرطة والعسس والأمن المركزي والعام والوطني والمخابرات والشرطة النهرية وخفر السواحل وشرطة الأداب والمرور يبحثون عمن يكتب ضد الحكومة التي نزلت من السماء صحبة جبريل الأمين والملئكة المسومين ومن ورائهم المردفين . نساء كاسيات عاريات يبعن أجسادهن ليطعمن صغارا يعانون من قلة الزغب وريش الحلال ، الاسواق تقترب فتلتصق الواحدة بالآخرى وهي تنتظر العيارين ومعهم الجرافات ليفرضوا حلولا لايمكن تطبيقها حتى في ميادين الدعارة على نواصي باريس وواشنطن ولا حتى في سجن الحوت ،، مالنا ولكم قد ذكرناه ولكن لاتهددون قلما أقسم الله بسلطانه فالقلم قلم وأنتم ثلة من كلاب تعوي فحسب لايضر نباحهم شاهقات السديم واطراف الكواكب ، هناك شهب ثاقبة ستتبعكم أينما ذهبتم . ليس هذه كل ما عندي بل أنه غيض من فيض قلم لن يكل ولن يمل مادام النفس صاعدا نازلا .. ولا يصيبنا إلا ما كتب الله لنا .