19 ديسمبر، 2024 12:41 ص

تهاتروا …تنابزوا..تشاجروا 

تهاتروا …تنابزوا..تشاجروا 

أيها السائرون على غير هدى، أيها المندفعون خبط عشواء.. أنتم يا من تضجون وتعجون، تزبدون وترعدون.تتناحرون..تتهاترون ..تتنابزون ..تتشاجرون..تهددون وتتوعدون. أتدرون أي عاصفة تركبون؟، وأي فوهة تفتحون؟، يا من تستثمرون الفرصة أبخس إستثمار، وتنتهزون الموقف أسوأ إنتهاز وهما يمرّان مرّ السحاب!.
ما لكم تضعون السيف في موضع الندى؟.. وفي أوان التشبث والتثبت تتشرذمون!. أتدرون أنكم تبتعدون عن غاياتكم أكثر فأكثر كلما حثثتم الخطى، لأنكم عملتم على غير بصيرة فتنكبتم الطريق غير الطريق. أنكم تعينون على أنفسكم وما تشعرون. ألا ترون تداخل الخنادق واختلاط الأوراق؟، فما لكم تهبون للفتنة ظهرا وضرعا فتركبون وتحلبون وتذبحون ليتربع المنهزمون الفارون. “ان تعرف نفسك فقد كسبت نصف المعركة فإن عرفت عدوك كسبت المعركة كلها”، وما أحسبكم تعرفون.. وأظنكم لا تفقهون، وإلا لاكتشفتم ان الذي أغواكم يتدرع بكم جاعلا منكم دريئة وأنيابا ومخالب، حتى إذا أنهكتم الفريسة وأنهكتكم أجهز عليكما معا معلنا إنتصاره الساحق لتذهبوا مع أشلاء فريسته غير مأسوف عليكم. كنت أعجب – كلما قرأت التاريخ- من هذا الفشل الذريع الذي يلازم دعواتكم وانتفاضاتكم وثوراتكم، ولا شك أن غيري أشد عجبا، وما أجدت معي نفعا كل تحليلات المختصين، وتنظيرات المنظرين، المتعاطفين معكم والمناوئين. أما وقد عايشتكم وبلوتكم فقد زال عجبي، وزاد برمي، ونحيت قواميسكم ومعاجمكم. ألستم خير خلف لخير سلف؟.. وهذا السليل لذاك الدليل؟، هذه الجينات من تلك الأمشاج؟!، تهزأ بكل حضاري، تناجز كل ريادي، تناحر التجدد، تهدد التطور، ترفض التغيير تجتر وتجتر، يتعظ بها ولا تتعظ، تاريخكم يكرر نفسه، ونظيركم يطور نفسه، ترككم تتخبطون خلفه، مستثمرا أبعاده الأربعة وحواسه السبع وطاقاته الست محققا الطفرة بعد الطفرة والإنجاز تلو الإنجاز، والإبتكار فوق الإبتكار. وها هو يطاول النجوم.. وأنتم في غفلتكم ساهون.
فاشتِموه بما تجيدون من مفردات الشتم.. وانعتوه بأقذر النعوت.. واتهموه بجرائر التهم.. ثم القوا على شماعته أسباب فشلكم وخيبتكم وهددوه بخناجركم.. فلن يبالي.. ولن يبالي فقد سبر غوركم.. بعدما كشفتم للعالم عورتكم!.