26 نوفمبر، 2024 1:09 م
Search
Close this search box.

تنقية المؤسسة العسكرية إستجابة لرغبات المرجعية

تنقية المؤسسة العسكرية إستجابة لرغبات المرجعية

كيف لمؤسسة مسؤولة عن حياة ملايين، يديرها الفساد والمحسوبيات، وما حصل قبل أشهر كفيل بالإجابة على كل ما حصل؟! فقد أصدر القائد العام للقوات المسلحة الدكتور العبادي، أوامر إعفاء 26 قائداً عسكرياً من مناصبهم، وإحالة 10 الى التقاعد، وتعيين 18 قائد جديد بوازارة الدفاع.
قصص كثيرة ومهازل، أبطالها شخصيات منخورة، متشابه مع ثقافة المنظومة العربية، التي تمجمد أبطال الخرافة وقادة الضرورة، على شاكلة صدام والقذافي، فلكل زمان سياسة صَدامية صُدامية؟!
مليارات الدولارات تنهال على العراق يومياً من النفط، كانت تجمع وتوزع على شيوخ عشائر لكسب ولاءهم للرئيس وليس للوطن، تروي قصة فصول مأساوية في زمن الديموقراطية، وأن للوزراء ورئيسهم،عوائل تعبث بالمال العام، بصفقات وهمية، تشتري السلاح بأموالنا وتعطيه للأعداء، وما يملك الجندي سوى سلاح تدريب بعضه فاسد، وقد يباع المقاتل مع سلاحه في أرض المعركة.
الجيش تعرض لتعقيدات وتدخلات سياسية، أفقدته الثقة وتوغل الفساد، على صعيد الفرد والمؤسسة، واليوم يحظى بالدعم الشعبي والمرجعية، وشكلت فتواها نقطة تحول العقيدة لدى الجنود والضباط الشرفاء، وقلبت معادلة المراهنات، على تمزيق العراق وإسقاط مدنه وزرع الرعب، في قلوب مواطنيه.
حقيقة لم نجد أشد من أولئك الأبطال المصابين، جراء الأعمال الإرهابية وهم يتمنون العودة الى جبهات القتال، وآخر تطوع للحشد الشعبي، في أيام إجازته ويعمل سائق تكسي، أو عامل بناء لتوفير قمة عياله ثم العودة ثانية، وحين تسأل عوائل الشهداء وحتى أطفالهم والجريح والمقاتل، لا تختلف الإجابة: أنهم فداء للوطن وتلبية لصوت المرجعية.
المرجعية في خطبتها الجمعة الماضية، أشارت الى تمدد الإرهاب؛ بسبب فساد المؤسسة العسكرية في الفترة السابقة، وعدم بنائها على أسس مهنية، وبعض المفاصل تشكلت من ممارسات سياسية خاطئة، تحت تأثير الخلافات السياسية والإرتجالية؟ّ! والتقصير المتعمد وتفشي الفساد، الذي فسح المجال أمام ضعاف النفوس، لإضعاف مؤسسة أُنفِقَتْ عليها مئات المليارات، وأكدت المرجعية ضرورة القضاء على مظاهر الفساد مهما كانت صغيرة، رغم وجود قادة شجعان تقدموا الصفوف وصنعوا النصر ومنهم من أستشهد في المقدمة، وجدنا ضباط جبناء وقادة يشترون المناصب ويوالون ولي نعمتهم الفاسدة .
الإستماع الى توجيهات المرجعية صنع التغيير، ونتيجته جاء النصر وتلاحم أبناء المحافظات، وملامح النصر النهائي قريبة جداً، لتحرير كل شبر من أرض العراق.
ما جرى فضيحة سياسية كبيرة، روادها شخصيات زائفة، بدأ تاريخهم بالخيانة وإنتهى الى سوء الخاتمة، أسقطتهم الأنانية؛ حين كان لاصوت يعلوا فوق صوت أبن المسؤول وصهره، ويبدو أن العبادي ماضٍ في مكافحة الفساد وضرب الأفعى من رأسها، وإذا كان مكتب الوزير السابق يبيع السلاح، فهل أن رئيس وزراءه مفغل، الى درجة لا يعلم بما يدور في أخطر مؤسسة؟! وما حدث مخجل لا يتناسب، مع قيادة أحزاب دينية، عليها التوقف كثيراً، ومثلما بدأت التنقية العسكرية إستجابة للمرجعية، نحتاج الى تبديل بعض القيادات الحزبية التي كانت سبب النزاعات والفشل.

أحدث المقالات