23 ديسمبر، 2024 8:50 م

تنسيق بغداد واربيل في معركة سنجار حزام يشد ظهر العراق

تنسيق بغداد واربيل في معركة سنجار حزام يشد ظهر العراق

لا يختلف ابناء الشعب العراقي والسقف الوطني على ان تنظيم داعش الارهابي عدو للانسانية وللديانات جميعا وللقوميات والأعراق حيث اوغل كثيرا في قتل وتشريد واغتصاب وتجاوز على الإرث والحضارة دون ان يستثني احدا ولا أبالغ حينما اقول أن من صفق لهم ورحب في ايامهم الاولى اصبح اليوم طعما لهم ولملذاتهم الدونية الجسدية فتجاوزوا على الاعراض وانتهكوا حرمات الدين وهدّموا مساجدهم وقبور اوليائهم حتى باتت حضارتهم وتاريخهم على كف عفريت.
ما تقوم به تلك العصابات الاجرامية والخارجة عن قانون الحياة والانسانية امر لا يمكن إلا وأن يعيد بنا الذاكرة الى ممارسات المغول والتتار التي وصلت الى بغداد فقتلت واغتصبت وسحقت وكادت ان تدمر حضارة وادي الرافدين بشكل نهائي والى الابد لكن العلوم والمخطوطات لم تسلم من تتارهم وهمجيتهم حين رموها في نهري دجلة والفرات ، هذه الثلة اليوم تقوم بما قام به هؤلاء وهي استكمالا لتلك المنهجية العمياء وبالتأكيد لم تكن تلك العصابات المجرمة بهذه القوة والقدرة على التخطيط والمناورة والانتشار لولا وقوف بعض الدول خلفها ولا نغالي حين نقول ان من يقف خلفها هي دول عربية بتخطيط واضح من دولة اسرائيل التي تريد تمزيق المنطقة بالكامل ولو لاحظنا بشكل دقيق لوجدنا ان المنطقة التي تحيط الوجود الصهيوني هي المنطقة الملتهبة تحت نيران هذا التنظيم الارهابي الذي اظهرت الكثير من التقارير والحقائق انه تنظيم مدرب ومجهز وتم اعداده معنويا وفكريا وبعقيدة مضللة في دولة اسرائيل ووفقا لمخطط قديم جديد هو مخطط عصابات الهاكانا التي فعلت كما تفعل اليوم داعش من تطهير عرقي ونهب للاموال والممتلكات وقتل وتهجير وتصفيات واغتصاب ، لا فرق عزيز القاريء لو تمعنا بشكل دقيق بين الحقبتين السوداويتين.
العراق اليوم كله يتعرض لتلك التتارية الهوجاء ولابد من وقفة حقيقية تجمع كل القوى العراقية للوقوف امام هذا الزحف الارهابي الذي لم ولن يسلم منه احد على الاطلاق وقد شاهدنا ولمسنا افعالهم قبل ان تستتب لهم الاوضاع كيف تعاملوا ببربرية وهمجية عمياء مع الجميع وما نراه اليوم في انتقالهم الى مناطق اخرى مثل سنجار ومخمور وغيرها من المناطق هو عين الهدف الذي يرجونه ويأملون الوصول اليه لجعل الناس الابرياء تحت رحمة بنادقهم وهذا التمدد لم يكن ليحصل لولا الخلافات التي تمزق الجسد السياسي العراقي لينفذوا من خلاله الى مطامعهم حتى يتحكم فينا الشيشاني والليبي واليمني والسعودي وغيرهم من همج المجتمعات العربية ومتخلفيهم ، ان التعاون الذي حصل بين حكومة المركز وقوات الاقليم أنتج فعلا قويا أظهر قوة العراق الحقيقية فيما لو اتحدت الجهود وتعاضدت على حماية العراق وهو ما يمكن اعتباره حزاما يشد ظهر العراق حتى وان كانت هناك خلافات سياسية بين الاقليم والمركز فالعراق ووجوده وارثه وحضارته وكرامة الانسان العراقي بكل تنوعاته اكبر بكثير من تلك الخلافات التي يمكن حلها عبر الدستور كوثيقة قانونية جميعنا يجلس تحت مضلته وقبلنا به حكما بيننا .
الهدف اليوم بعيد عن كل المسميات وعن كل التوجهات والخرائط السياسية نحن امام خارطة واحدة هي العراق بكل تنوعاته وفسيفسائه العرقي والديني وباختلاف ثقافاته وتعدد معتقداته ، هذه الخارطة يجب ان لا يمسها اولئك الظلاميون ولا يمكن ان تتدلى على حدودها تلك اللحى العفنة أو تثقّف فيها عقول متحجرة وبالية،، نحن من نملك زمام القدرة على التنظير والفهم السياسي لقيادة الامة ولا يمكن ان يقودنا ثلة من القادمين الينا من كهوف العصر الحجري ولا من الخونة الذين مهدوا لهم الطريق وسيلعنهم العراق يوم تعود الاحوال الى ما كانت عليه في السابق وينبذهم مجتمعهم الاقرب اليهم فهي وصمة عار لن ينساها التاريخ ولا النفوس الطاهرة الوطنية من ابناء العراق الشرفاء .
ان تنسيق بغداد واربيل اثبت للعالم ولتلك التنظيمات الارهابية ولمن يقف خلفهم من دول ان العراق لو اتحدت قواه السياسية وتلاحمت فيما بينها وتشيّمت لبعضها البعض فسوف تسحق هذا الارهاب ودولته الارهابية المسماة بدولة الخلافة في مهدها ولا تتعدى حدود العراق واعتقد ان قدرة الاندفاع والتصميم والاصرار العقائدي التي افرزتها فتوى المرجع السيستاني قادرة على زرع القوة في نفوس العراقيين جميعا لسحق كل تنظيمات الارهاب في العراق فيما لو تحققت الرغبة الوطنية الجامحة لذلك.