23 ديسمبر، 2024 5:32 ص

تنحي المالكي وحده ليس هو الحل

تنحي المالكي وحده ليس هو الحل

خلال ملاحظتنا لبعض مما يكتب في وسائل التواصل الاجتماعي , ومن خلال بعض المقالات , لكتاب معروفين , نلاحظ ان البعض ينظر بعين واحدة , اذ اعماه حقده على المالكي , من ان ينظر الى شركائه في العملية السياسية , وهم جميعا دون استثناء مشتركون في ما آل اليه مصير البلد , اذ ان تحميل المالكي وحده حصيلة ماجرى ويجري للعراق , ماهو الى حديث ناقص , لا يخلوا من الجهل في اغلب الاحيان , كما ان البعض ممن كانوا في الامس القريب فرحين كونهم كانوا المقربين من المالكي , باتوا اليوم اشد الشامتين والناقدين له , لا لكون المالكي دكتاتور , او قاد البلاد الى المجهول , بل لغرض التقرب من ولي نعمتهم الجديد الدكتور حيدر العبادي ,أولربما يجدون لهم مكانا بين حاشيته القادمة , اليوم وبعد خطاب المالكي الاخير , وتنحيه عن السلطة , لم اجد من يشير بأصبع الاتهام الى شركاء المالكي في العملية السياسية , من السنة والشيعة والكرد , وكلهم شركاء في ذبح المواطن العراقي , وجعله مشردا يسكن الجبال والوديان , نعم المالكي كان الواجهة لهؤلاء السياسين , ولو ان المالكي حقق نجاحا , لكانوا شركائه فعلا بل وسيتباهون بذلك , لكن وبما ان المالكي لم يحقق نجاحا يذكر , بل ان الفشل كان حليفه في اغلب الاحيان , لذا نجد ان شركائه في العملية السياسية تخلوا عنه , وكأن الفشل لم يكن فشلهم هم ايضا . ونتيجة للضغوط الخارجية والداخلية وايضا ضغوط المرجيعية الدينية ممثلة باالسيد السيستاني , رضخ المالكي اخيرا , واعلن تنحيه عن السلطة لصالح الدكتور حيدر العبادي , لكن من الغريب ان يستعين المالكي بخطاب الامام علي ابن ابي طالب اذ قال (لأسالمن ما سلم العراق ولن أكون سبباً في إراقة قطرة دم واحدة ) رغم ان هذا يحسب له ولا يحسب عليه , الا انه كان احد الاسباب في تدمير البلاد , اليوم تم التغير وتغير المالكي فعلا , لكن ماذا عن شركائه الذين كانوا دائما يضعون العصي في الدولاب , هل سيبقون سائرين على نهجهم التأمري , ام سيكونون عونا لرئيس الوزراء الجديد , طاوين صفحة الماضي , من اجل المضي قدما , كما ان على رئيس الوزراء الجديد وشركائه في العملية السياسية , ايجاد الحلول السريعة والشاملة لموضوع النازحين , وما يتعرضون له في ضل ظروف صعبة , كما ان عليه كسب تأيد العرب السنة ومحاولة احتوائهم , اذ انهم اكثر المتضررين مما يحصل في البلد , كون مناطقهم تحولت الى ساحات حرب وصراع , اما مايخص الكرد , كلنا نعرف الدور السلبي الذي لعبه البرزاني في عملية تفتيت النسيج الوطني , متحججا بالمالكي وسياسته , اليوم المالكي قد تغير , فهل سيتغير مسعود ونهجه التأمري , وهل سيطرد الخارجين عن القانون من اربيل , ويجعل من اربيل عاصمة العراق الصيفية ومثال للأخوة العربية الكردية , اشك في ذلك , اضافة الى ذلك علينا ان لا ننسى ان للمالكي مؤيديه وهم كثيرين , ورغم امتلاكه لأغلب السلطات الى ان الرجل تنازل عن السلطة , الا يستحق ذلك من البرزاني فتح صفحة جديدة .

اما مايخص الشركاء الاخرين السيد مقتدى والسيد عمار الحكيم , اقول لهم , انتم طلبتم من المالكي التنحي عن السلطة , وقلتم له بالحرف الواحد , استرح اربع سنوات , من اجل مصلحة الوطن , وتحدثتم كثيرا عن الفساد في الحكومة , وانتم احد اطرافها , وطالبتم بكشف الفاسدين , وانتم تعرفون , ان اغلب الفاسيدين ينتمون الى احزابكم , اليوم المطلوب منكم , ان تبحثوا عن الكفاءات العراقية , وترشحوها لمشاركة الدكتور العبادي في وزارته , اتركوا المراهقين , من وزرائكم والذين دمروا البلد , ففي العراق من الكفاءات ممن تستحق الاحترام ولها القدرة في ادارة دفة اي وزارة ممكن ان يرشحوا اليها, واخيرا اتمنى على جميع الكتل السياسية , واتي ستشارك حتما في تشكيل الوزارة القادمة , ان لا ترشح السني لأنه سني ومن كتلتها او الشيعي لأنه شيعي ,بل بات لزاما اليوم على الكتل السياسية ان تبحث عن الكفاءات من اجل ترشيحها للمشاركة في الحكومة بغية خدمة المواطن الذي طالما عانى من سوء الخدمات والارهاب والفساد الاداري .