وعلى الرغم من ان الكثير من الناس لا يأخذون ما يقوله العرافون على محمل الجد واليقين، لكنه يمكن القول ان كل واحد من الناس قد قُرا له فنجان او كف او استمع من أحد العرافين في يوم ما الى ما يخبئه المستقبل له من وقائع واحداث، بغض النظر عن مدى ثقته بذلك وخاصة عندما يقع في مشكلة او مرض او البحث عن مال مسروق، ويبدأ التشبث في البحث عن مخرج.
وبدافع الفضول سألَته الزوجة (بنت ال 10 سنوات بوقتها) “ في ذلك التاريخ “عن مستقبلها، فنظر اليها العرّاف الاخرس وقال لها وهو يشير بيديه الى فمه وكتفه: بانك ستتزوجين ضابطا يحمل على كتفه نجوم الرتبة، ويكون ذلك الزواج عن حب. فاستفسرت منه فيما إذا كان يقصد والدها؟ الذي كان ضابطا، فأكد لها انها هي المقصودة وليس أحدا غيرها. واستطردت قائلة انها نسيت تلك النبوءة منذ ذلك الحين. وتقدم لخطبتها أكثر من شخص دون ان تتم القسمة.
وفي أحد الايام تقدمت انت “مخاطبة زوجها “ وكنت بوقتها برتبة ملازم اول لخطبتي، وكنت انا طالبة في الصف الرابع الاعدادي وحصلت الموافقة، وتم زواجنا ولنا الان (7) أبناء و(18) حفيد ،وكلانا أصبح جد، الان فقط تذكرت ما أخبرني به العرّاف ولم أخبربه أحدا ابدا منذ ذلك الوقت، لا امي ولا ابي الذين توفاهم الله لاحقا، إذ اني كنت قد نسيت هذه الواقعة بعدما اخبرني بها قبل(62) عاما ، ويبدو ان دور العراف في المسلسل هو ما ايقظ هذه القصة من ذاكرتي .الان فقط تذكرت ذلك العراف وما أخبرني به بالتفصيل وكأنما حصل ذلك الشيء هذا اليوم. وحتى انت بوقتها كنت طالبا في الدراسة الإعدادية ولم تكن ضابطا.
وفي الحديث الشريف “أن من أتى كاهناً أو عرّافاً، فسأله عن شيء فصدقه بما يقول، فقد كفر بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم.” ويقال ان الكهان يتلقون بعض ما يتنبؤون به عن الشيطان، وما يسترقه الشيطان من السماء، او يطلعون عليه من أحوال الناس.
يبقى الانسان في سعيه عن المجهول يبحث في أوراق العرافين والعرافات وفي خطوط كفوفه ورسوم القهوة المتخلفة في فناجين القهوة سعيا وراء البحث عن المستقبل وما تخبئه الاقدار. ورغم ان الكثير من توقعات العرافين لا تتحقق الا ان بعض تلك التنبؤات تتحقق فعلا.