18 ديسمبر، 2024 10:03 م

النور تحول إلى نار , والحياة إلى سقر , وتساقطت القيم والأخلاق , وإنتفت المعايير , وصودرت حقوق البشر , وتأدينت الأيام , وإنتعشت تجارة الألم , وكل ما عليها مغنم , ومن لا يطيع يرتكب مأثم , فالمقدسون يتكاثرون , وبالفتاوى يتسلطون , وعلى المساكين يتجبرون , وفي المنابر يعربدون؟
أولياء كراسي ويخاطبون الغارقين بالمآسي!!
والأحوال تولد من رحم بعضها , وما يدور في الواقع يؤثر في المواقع , ويؤلب المواجع , فالوطن تنور , والضعيف مسجور , وذلك حال تكاثرت فيه الجرائم , وإزدحمت القبور.
فما تخطه الأقلام يعكس ما يتحرك فوق التراب , وما دام السائد إضطراب , فماذا نرجو من الكتاب.
إنها زوبعة تدميرية , وأعاصير زلزالية تفتك بالخلق , وتمحقهم وتدعوهم إلى مهاوي الجحيم.
الطيور خرساء , الغربان تنعق , لتعلم البشر التستر على جرائمه , فاللون الأسود يسود , وباقي الألوان تموت.
الحزن يتأبط المشاعر ويعتقل الأحاسيس ويستحضر المآليس وكل مبقول يتوشح بدين.
التأدين عدوان على الدنيا والدين , فعندما تتأدين النفوس الأمارة بالسوء , وتندلق الرغبات الشريرة من قمقم الأعماق المتقيحة بالأضاليل , ومفردات البهتان والأضغان , يتحول الدين إلى مستودع إنتقام , وسفك دماء وطقس إقتحام للمحرمات , وسحق بالأقدام للأخلاق والمعاني الساميات.
وهكذا تدور الدوائر , وتتكاثر العواثر , وينطلق بعبع الإمتهان والإحتران.
ويضيع الأمان , ويكون الإبداع عبد وسجان.
د-صادق السامرائي