23 ديسمبر، 2024 9:47 ص

تمويت الوعي الوطني!!

تمويت الوعي الوطني!!

لا أظن أي مواطن سيقبل إذا شككت بوطنيته , وأن أصحاب الكراسي في أنظمة الحكم يرون أنهم رمز الوطنية والمعبرين الصادقين الأمناء عنها!!
فلسان حال واحدنا يقول : أنا وطني وإياك أن تشكك بذلك!!
هذا ما يدور في وعينا الجمعي , ويتوطننا جيلا بعد جيل , ويمنعنا من التساؤل عن معنى الوطنية وكيف يمكننا أن نترجمها إلى فعل يومي.
فالوطنية أن تحمل السلاح وتموت في سبيل وطن يحرمك من مقومات العيش البسيط , وهذا يعني أن الوطنية أن تموت لا أن تعيش في الوطن!!
وبرغم هذا المفهوم الجامد للوطنية , إنطلقت الجهود لتمويت الوعي الوطني الذي كان عليه أن يتفتح ويتبرعم في عصر التواصل الإجتماعي والثورة المعلوماتية الجماهيرية العولمية الفائقة.
ومن آليات تمويت الوعي الوطني , التركيز على الطائفية والمذهبية والتحزبية والمجاميع المسلحة ذات الإنتماءات المتنوعة , مما يعني أن الوطن قد تم الإجهاز عليه , والوعي الوطني صار حالة مبهمة وغير موجودة.
فلماذا هذه الحالات المتناحرة المتعادية المتشظية؟
ولماذا تعددت المجاميع المسلحة؟
فلو كان الوعي الوطني حيا وفاعلا لتطلب الأمر مجموعة وطنية واحدة مسلحة , وليس عشرات المجاميع والفئات المتخندقة في بهتانها المقيم.
إن ما يجري في بعض البلدان المبتلات بالتوجهات الولائية والإنتمائية لغير الوطن الذي تتفاعل فيه , يؤكد على أن السلوك المتنافر يصيب الوطن بالضربات القاضيات على معاني وجوده وملامح كيانه.
فهذه الكينونات المسلحة والمدججة بعقائد دوغماتية , لا يعنها سوى أن تفوز بما تمليه عليها أضاليلها , وتحقيق توجهات القوى التي تدين بالولاء لها.
وبتكرار هذه السلوكيات وتعزيزيها وتوفير ما يحفزها , فأن الوعي الوطني سيُجهض ويُردى طريحا تحت أقدام الأجيال , التي تمضي إلى حتفها منوّمة بالبهتان الذي يشربونه بأنخاب يقدمها لهم المتاجرون بالدين , والذين يتكسبون بأرواح المساكين.
فهل أن الوعي الوطني ضد الدين؟!!