23 ديسمبر، 2024 5:27 ص

تملق …وقول الحقيقة بحق علي ..

تملق …وقول الحقيقة بحق علي ..

على مر التاريخ كان المتملقون يهتفون لأجل مغانم ومكاسب أو لأنهم لا يستطيعون العيش دون وضع الأغلال والقيود في رقابهم ليسوا أحرار ولا يمتلكون أي جرأة في قول الحقيقة والحق ..ثم أنهم يحملون على أكتافهم حقيبة اقنعتهم المتعددة ,وكل قناع حسب الحاجة وظرف المكان والزمان ..لا وجود للمبادئ والثوابت في قاموسهم مع كل ناعقة ينعقون ومع كل ريح يميلون ..ولكن هنالك فرق كبير في أن تخفي الحقيقة ..حقيقة موقف يغير حياة شخص أو أمة بأكملها ,عندما نتحدث عن فضائل وخصال رجال ثبتوا على المحن وتجرعوا زعاف الألم في سبيل قضية يؤمنون بها ويضحون من أجلها ,وظيفتنا وواجبنا الاخلاقي والشرعي أن نعرف الناس بهم وبما يقدموه حتى لا نخفي منازل كراماتهم ونفسح المجال للمتسلقين ليؤدوها,ثم تطفو على السطح جيف نتنة من الوصوليين ,ولكن الدر والياقوت في قاع البحر يحتاج من الغوص العميق لإظهاره للعيان وهذه مسؤوليتنا التي تناسيناها وتركناها فصبحنا مشاركين بالجريمة والإثم …سعى الطغاة وبكل وسائلهم الخبيثة وأقلامهم الملوثة لتزييف الحقائق واظهروا للناس شخصية مغايرة عن شخصية الإمام علي بأحاديث موضوعة وروايات كيدية وضعها مرضى النفوس ,والانكى من ذلك كان هذا التلويث على منابر رسول الله ومحوا أية منقبة له ..وانبرى رجال دفعهم تكليفهم لأن يتحدثوا بفضائله ومناقبه وفندوا ما نسبوه اليه من ظلم وبهتان ,فالضريبة التي دفعوها هي حياتهم مقابل ان لا يشتركوا بمثل هذه الجريمة ..حتى دعا الحكام لأن يتخذوا أسلوب الإغراء والمغريات مع الثابتين والمرابطين على مواقفهم بعد أن نفذ أسلوب الترهيب والقسوة والحديد وعلى الرغم أن الأسلوبين لم يجديا النفع لما أرادوه منهم ,بأن يكونوا جزء من عملية الاغتيال المعنوي في طمس الحقائق والمناقب والبراهين بحقه ,أذكر جيدا…سأل رجل الإمام علي(ع) : ‏” إن كان ربك يرمينا بسهام القدر، فكيف لنا النجاة ؟فأجابه : كن بجوار الرامي تنجو “,نعم كان علي بجوار الباري شكلاً ومضموناً فكراً وسلوكاً ,وقول الشيخ الوائلي رحمه الله في قصيدته أبا تراب :
لك في خيال الدهر أي رؤى لها..يروي السَّنا ويترجم النسرين
هن السوابق شزبا وبشوطها..ما نال منها الوهن والتوهين
والشوط مملكة الأصيل وإنما..يؤذي الأصائِل أن يسود هجين
فسما زمان أنت في أبعاده ..وعلا مكان أنت فيه مكين