لقد بلغ السيل الزبى . الفساد يضرب اطنابه في مؤسسات الدولة ان كان في بغداد أو في المحافظات العراقية قاطبة . فساد اداري وفساد مالي وحتى فساد اخلاقي .
ودعونا نلمس جراح الوطن العزيز بمبضع الجراح ونؤشر على هذا الفساد .
ولااريد أن اقول اننا تعبنا من تسليط الاضواء على الفساد بكل اشكاله . بل جل مايؤلمنا تكرار هذا الفساد بين يوم واخر . هذه الظاهرة خطيرة جدا .
وان من يقوم بهذا الفساد كما يبدو من تكرار هذا الفساد لايرتدع من بيعه شرفه .
ولايعرف للخجل طريقا . ويطبق المثل المشهور ان لم تستحي افعل ماشئت .
العراق يأن والمواطن يأن والجراح كثيرة والمصائب تلو المصائب . لقد ابتلينا بأشخاص لادين لهم ولاغيرة سوى تخريب هذا الوطن . سرورهم ان يتسلقوا الى اعلى المناصب . ويشترون تلك المناصب بملايين الدولارات . ثم يبدأ المسلسل .شراء الفلل في دبي وأوروبا . وشراء العقارات . وغسيل الاموال !!
فتشوا معي في الوزارات ومؤسسات الدولة وجميع المحافظات ودققوا جيدا سوف تجدون عجائب القرن . الغرائب والمصائب والخروقات التي لانهاية لها .
والا ماذا تعوزون تكرار مثل هذا الفساد وسرقة المال العام بعدة أوجه وبطرق مختلفة . ولماذا لم تطبق بحق هؤلاء اقسى العقوبات ؟
هذا الاسبوع تم ايقاف مشروع بناء مدرج لمطار دولي في احدى المحافظات العراقية بسبب اكتشاف فضيحة كبيرة جدا من قبل المخلصين والاشراف الذين يستحقون الترقية على مايبذلون من امانة مخلصة لهذا الوطن الذي حملهم في بطنه سنوات وهو يغدق عليهم بالخيرات .
صفقة فساد كبيرة تصل الى عشرات الملايين من الدولارات . كيف ولماذا ؟
هذا هو السؤال الذي حير عقول الدهاة من العقلاء والذين يهمهم خدمة العراق .
سؤال لطالما فكرنا به نحن ايضا . لماذا تبعثر هذه الملايين في جيوب المفسدين ؟
لماذا لانبني بهذه الملايين دور واطئة الكلفة لإسكان الفقراء والمحتاجين ؟
مع العلم أن هذا المشروع احيل الى شركة عراقية تمتلكها جهة نافذة في الدولة !!
وأن قيمة العقد 135 مليون دولار مخصصة لبناء مدرج جديد لاستقبال طائرات ( بوينغ ) الضخمة . وأما حصة الشركة منها فهو 65% من قيمة العقد !!
ومما لايدعو للشك والريبة أن المخططين لهذا المشروع اذكياء من الدرجة الاولى . وقد خططوا بشكل جيد وبارع حتى لايلفتون الانظار ولكن عيون المخلصين كانت لهم بالمرصاد . لان الصفقة كانت في الطريق ان تمرر لولا الايادي الامينة والمخلصة من اعضاء مجلس تلك المحافظة اكتشافهم الامر وعملوا بسرعة وحكمة على معارضة هذا المشروع مما أدى الى ايقافه !!
واثناء هذا اللغط الذي حصل وفضح المتلاعبين بهذا العقد . تلاشت فرصة حصول الشركة على مبلغ وقدره 87 مليون و 75 الف دولار . مقابل تنفيذها لمدرج لاتتجاوز كلفته حسب الخبراء والمعتمدين عن 40 مليون دولار !!
هذا في حالة اذا تم بناء المدرج وفق أحدث المواصفات العالمية وبفخامة المدارج العالمية في المطارات الكبيرة في العالم . تصوروا وتخيلوا ضخامة الفساد .
وأما المسؤول الكبير الذي يقف خلف هذا الفساد كان قد طالب بملغ وقدره 35 مليون دولار من أجل تمرير الصفقة فقط !!
هذا النهب المبرمج ماذا تسمونه ؟ وماذا تريدون مني أن اكتب واقول ؟
مسؤول واحد فقط ( يبلع ) مبلغ وقدره 35 مليون دولار في ثواني فقط !!
ماذا عساني أقول لهذا المسؤول الذي لايخاف الله ؟ وماذا عساني أقول لغيره ممن ( شفطوا ) الملايين بقدر هذا المبلغ أو أكثر ؟ وأين المحاكم من هؤلاء ؟
واذا كنا اطلعنا على مثل هذه الملفات . الا يعني أن هناك ملفات لانعلم بها لاتزال بيد المفسدين ؟ وكما يقولون ماخفي كان أعظم . وأقول كيف سولت نفس هذا المسؤول والقيادي ومن اشترك معه بهذه الجريمة وفي وضح النهار أن يسرق المال العام وبهذه الارقام الخرافية أو ( الفلكية ) والتي لو اراد ان يشتغل بأكبر تجارة في العراق لايمكن أن يحصل على هذه الملايين بعدة سنوات .
ونسأل الايمكن وضع قيود تحد من سرقة المال العام أو اجراءات رادعة وقوية وقوانين صارمة لهذا الفساد ووضع نهاية له ؟
ومتى نسمع عن الذين يسرقون أن تطبق عليهم أحكام الاعدام شنقا حتى الموت ؟