23 ديسمبر، 2024 12:20 م

تمدد ايران في اقليم كردستان العراق

تمدد ايران في اقليم كردستان العراق

بحسن نية وحب كبيرين اكنهما لبلد الحرمين الشريفين ورافع رآية الاسلام وقبلة المسلمين في مشارق الارض ومغاربها ، تراني اكرر الدعوة الى المملكة العربية السعودية بقيادة الملك الرشيد ان تولي اهتماما اكبر باقليم كردستان العراق وتجعله ضمن اولوياتها الاستراتيجية قبل ان يجرفه المد الايراني الطائفي مثل ما جرى للعراق ويخضع لحكم الملالي في طهران ، وذلك لعدة اسباب ؛ منها ان الاقليم الكردي 95% من سكانه مسلمون سنة وهم يحملون في قلوبهم عواطف دينية جياشة للملكة باعتبارها الارض المباركة التي خرج منها النبي صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام ، ومنها انتشر نور الاسلام الى العالم اجمع ، فلا يمكن مقارنتها باي دولة اخرى مهما كانت مكانتها واهميتها ..والاقليم الكردي بموقعه الاستراتيجي المهم الذي يربط”العراق عبر تركيا باوروبا”ويقع ضمن”مراكز الصراع للقوى العالمية الكبرى التي تحاول الهيمنة على منطقة الشرق الاوسط من خلاله “، وكذلك امتلاكه لمقومات اقتصادية كبيرة من خلال اكتشاف النفط فيه مؤخرا ، الامر الذي جعله محط انظار الدول الكبرى وشركاتها النفطية العملاقة والدول الاقليمية وعلى رأسها “ايران”التي ركزت اهتمامها على الاقليم اكثر بعد هجوم تنظيم الدولة الاسلامية”داعش”عليه ، وفتحت بوجهه آفاق التعاون السياسي والعسكري والتجاري وساعدته على الخروج من بعض ازماته الكثيرة مع بغداد من خلال ممارسة الضغط على حكومة”العبادي”لحل مشاكلها العالقة معه خاصة فيما يتعلق بقضية النفط ونتج عنها عقد اتفاقية بهذالخصوص ، اعتبرها بعض السياسيين المعارضين من اعضاء ائتلاف دولة القانون الذي يترأسه رئيس الوزراء السابق”نوري المالكي”بانها”مذلة”خضعت فيها بغداد لشروط واملاءات اربيل المجحفة ، ولكن السياسة الجديدة لحكومة”حيدرالعبادي”تقضي بتصفير المشاكل الداخلية والخارجية وتحسين علاقاتها المتدهورة مع الجميع بموافقة ايرانية مسبقة ـــ باعتبارها الحاكمة الفعلية للعراق ــ وهي ترى ان العراق قد خسر الكثير جراء سياسة المواجهة وتصعيد الازمات التي اعتمدتها الحكومة السابقة ، وقد تطيح بالحكم الشيعي في النهاية ، فالاحتجاجات الداخلية والخارجية على سياسة”المالكي”الطائفية وصلت الى ذروتها ، لذلك حاولت الحكومة الجديدة وايران تدارك الامر والتخفيف من حدة التوتر القائم والانحناء قليلا للعاصفة و لو لحين .. فتحركت في كل الاتجاهات الداخلية والخارجية لاصلاح ما يمكن اصلاحه ، وتوجهت نحو الاقليم الصاعد اقتصاديا وسياسيا وتوصلت معه الى تفاهم بخصوص مشكلة النفط ، وفكت الحصار الاقتصادي المفروض عليه منذ ما يقارب العام من قبل”المالكي”.. ولم تقف الدولة التركية مكتوفة الايدي تجاه تحركات ايران نحو الاقليم ومحاولاتها الحثيثة للسيطرة عليه و”ابتلاعه”كما فعلت مع بغداد ، فسارعت الى فتح قنواتها الدبلوماسية والتجارية معه واقامت فيه مشاريع استثمارية كبيرة وسمحت له بتصدير النفط الكردي عبر موانئها ، رغم اعتراضات العراق والدول الغربية على هذا الاجراء الاحادي الجانب ، وذهبت الى حد ان اجرت تغييرا كبيرا في سياستها التقليدية المعادية دائما للقضية الكردية واعطت بعض الحقوق السياسية والثقافية للشعب الكردي الذي كان محروما منها لعقود طويلة ..ولم يقتصر الامر على الدول الاقليمية في التقرب من الاقليم الكردي والاستفادة من موقعه الجيوسياسي المهم في المنطقة ، بل تعده الى الدول الغربية وامريكا على وجه الخصوص التي اولته اهمية استثنائية منذ التسعينات من القرن الماضي وتكفلت برعايته والمحافظة عليه من الاخطار الخارجية ، فلولا التحرك السريع لقواتها ضد تنظيم”داعش”الارهابي لسقطت”اربيل”العاصمة بيد مقاتليه ..

ومهما كانت الموانع المذهبية والثقافية في ارتماء”اربيل”في حضن ايران التي بدأت تزحف بقواتها”باسدران”في العمق الكردستاني من خلال علاقتها التاريخية المتينة بحزب الاتحاد الوطني الكرستاني الذي ترأسه عقيلة رئيس الجمهورية السابق جلال طالباني”هيرو احمد”بعد مرض زوجها ، والتي سهلت لهذه القوات وغيرها من الميليشيات الشيعية العراقية وغير العراقية بدخول الاراضي الكردية بحجة مواجهة تنظيم”داعش” ، فالى متى تقاوم اربيل دعوة ايران المغرية المستمرة لها بتدشين علاقة تبعية مشابهة للعلاقة التي بينها وبين بغداد؟!

سعي ايران المستمر للسيطرة على هذه المنطقة ، قد يكتب له النجاح في النهاية في ظل الغياب التام للوجود العربي والخليجي .. وما كانت الزيارة التي قام بها الوفد الرفيع برئاسة رئيس مجلس الشورى الايراني”علي لاريجاني”الاسبوع الفائت الى كردستان والحفاوة البالغة التي استقبل بها ، الا دلالة على اهمية الاقليم القصوى بالنسبة لايران التي تحاول جاهدة ضمه الى حلفها الطائفي اسوة بسوريا والعراق وحزب الله اللبناني ، والحوثيين

اليمنيين الذين تحاول ايران من خلالهم تطويق دول الخليج سياسيا واقتصاديا والسيطرة على المنطقة ..آن الاوان لتتحرك المملكة العربية السعودية لتكون لها وجود حقيقي في اقليم كردستان وتضطلع بدورها الريادي في المنطقة كزعيمة للامة الاسلامية بدون منازع ..