23 ديسمبر، 2024 1:15 ص

تماس بين حقبة وأُخرى

تماس بين حقبة وأُخرى

لا أدري كيف ستُكتَمل الحوادث ،وهل لدي القدرة على نقلها من زمن لأخر، أو إن كانت ضمن الواقع المُدرك هل لدي القدرة على تهشيمها أو كانت حلماً هل بأمكاني صنع حلم آخر جديد ،لم أدرِ ماهي القواعد المطلوبة وهل هناك مَن يتفحص صياغتي فيما بعد ، بل وما الغاية وما الضرورة من توضيح أو طلب توضيح هذه الأمور كلها ،قطعا أن الأسئلة تتوالى والقلق يتراكم والأشياء التي أراها أمامي تشبه الصخور بغلاف السواد المعتم، وكل هذه التصورات تجعلني أجزم بأن التعليق عليها فيما بعد سيتم عبر تاريخٍ مريضٍ وأنا أتقمص شكل حركة السلحفاة وأمشي وراء مابقي من الكرسي وأمام هشيم زجاج النافذة التي
لم تغلق منذ أمدٍ طويلٍ بانتظار بريق شمس أو نفحة ريح ترطبُ جفاف ماظل جافا منذ سنين ، لذلك حين إنتهت الأعوامُ الثلاثة فكرت أن أمشي مشيةً مبهمة وحين بدأت وأصغيت لما ورائي تأكدت أن الذي أسمعه ليس قرعُ كأسٍ بكأس بل هو تماسٌ لحقبةٍ وأخرى ووجدتها فرصة لأكف عن مشيتي المبهمة وأعتدل وأجالس الرصيف وأتذكر أي الحقب ظلماء وأيها كانت ملونة كي يكون سردي وفق متطلبات موضوعية الجمال وموضوعية اليقين والأشياء بعد لم تُكثف من حوليَ ولم يندمل الحرف الذي في فمي لذلك لم أجد كبداية أولية أن أصطحب الظلامَ الدامسَ الى جوف حُلمٍ إبتلعَ الأسماءَ والأماكنَ ولم يُبق لي من رمزٍ أو دالةٍ كي أتذكر ماإسم فلان أو فلانة وما هذه البناية أو ذاك الدار ، قطعا وكما ذكرت أن الأسئلة تتوالى عن الشرارة التي تقدح فتنير ، وعن العالم الأصم وعن المرأة حَلالة العُقد وهي أمام الحاكي ، ولقد فكرتُ بأن المغايرة لابد منها فأن النظر بمنظار آخر لا يؤمن نموا طبيعيا للبرعم الصغير . وإن منطق العالم تتعلمه في البَدء وتدركه من خلال كلمة واحدة يترتب عليها سُلم الكلمات . لذلك لم أبق طويلا أمام المرأة صاحبة الحاكي كي تسرد ما تسميه يقينها عليَ إطاعته ولم أجد وسط هذا العالم غير أن
أعود الى مشيتي المبهمة ورأسي تارةً نحو الأرض وتارة الى اليمين أو اليسار وبيدٍ واحدة أمشي وبأخرى أمسح الدموع ،والى الآن لاأدري كيفَ ستُكتمل الحوادث وماهي قدرتي على نقلها من زمنٍ لآخر ،
[email protected]