في ذكرى النحات عبد الرضا بتّور..
منصة…
التماثيل
ذاكرة في العراء…
التماثيل : محطات
وهي الزمان الذي تستبيحه الكاميرا
لاتمثل من نجسّده بل تفضح أحلامنا في الخلود
في التماثيل أدعاء إنتسابنا لمن ماتوا بأيدنا
وهي تشترط الغياب على الحضور
غب لتصير تمثالا وليكن غيابك قاسيا
ليشهر المثّال ابداعهُ في القسوة والإزميل
ولايتركنا للعيش خارج الذكرى..
العامل في أم البروم..
قال لي…
هذه آية الخبز..
وهو يسعى مع الفجر الى فجرهِ
مثل جملة اعتراضية
الى مسطر أم البروم
يا بن مسعود أكتبني
الفايركس: هبة العناد..
في جنازتي الثانية سأكون اكثر حظا
لم اتعلم الإلتصاق بالخيوط التي نأت
عن بشرتي
الإستشهاد لايصحح الوطن
لاتأتمن فرحا
انه عرضة لفوهات المشعوذين
تناوله على جرعات..
حتى لايفترسك ذئب أنيق
يا بن مسعود..أكتبني..
…………….
فتعريتُ من غربتي المستدقة
وأصغيتُ …….
: الخرائط في
ساعديهِ
وها أنا أكتبه ُ
:أفكّر بالخبز
لاأفكّر بالخوف..
من الخبز يأتي اللذيذ النعاس
مصطحبا نصف حلمٍ
وكراسة للنقابي..
لحظتها…
تراجع الخوف في خوفهِ
وهو يعض أصابع كفيه
أصبعا…
أصبعا…
………………
……………..
يقول المذيع :
فجّر إرهابي خوفهُ
في شارع عبدالله أبن علي..
حين ضايقهُ هديل الفواكه
في…
زحمة السوق ..
تمثال عتبة أبن غزوان
من أنت..؟
كيف أصدق أنت..هو؟
(إن هي إلا أسماء ……..)
لماذا أصدق النحات أنك عتبة ؟!
فكرة أنت،مخيلة متزنة حسب المواصفات
وخديعة المخيال والإزميل
وكذبة الفن العتيق يورثها الأحفاد للأجداد
بإسم الإفتراضي..
تمثال السياب
يغادر منصتهُ في جوشن الليل
يخلع على الشط ملابسهُ
يتدفق الشط في جسمهِ
يتذكر بارا
ولاينسى مظاهرةً عارمة.ً.
لايقصد النخل
يهز قصائده كلها..
بحثا عن خشب سائل..
تتدفق منه الشبابيك
و شمس وفيقة ..
يسائل سيابا آخر..
:أني أبحث عن البصرة في البصرة..؟
تمثال الفراهيدي
مللتُ .. الوقوف
مللتُ هذا الزي الشتوي صيفا وشتاء
عمامتي يثقلها تلوث البيئة
السخام مرّطب البشرةِ.
في (الفرسي).. مكاني الأول
يحنو اليوكالبتوس عليّ
الهدوء جوادي الى المسجد الجامع
هنا …
يرجمني الضجيج ..
يزكمني هذا المطمر الصحي .. يسمونهُ نهر العشار
تشويني هذه الرعناء الشمس
أخشى ان..اترجل
فيتهموني بالأرهاب..
تمثال يتأمل في المبنى السابق للمحافظة
لايكترثون له في غدوهم
والرواح..
تزّمر له المركبات
أتأملهُ عند إرتفاع الضحى
ماسكا كوعه براحة يدهِ الثانية
تؤطره ُرقُمٌ والواح لايعرفها موسى
هو يرنو… الى اللامكان
وأرنو أليه
ويسألني مهيار عنهُ
تتلفت اجابتي مرتبكة في زحمة المركبات
فأحمل مهيار على منكبيّ
ونجتازهُ
ويمكث السؤال وحدهُ
يتأمل رجلا في المكان الخطأ..
يهامسني ..هذا التمثال
لايطيع الزمان
سوى قوتين
:العقل واليد
ثم يقهقه
وهو يرى رجفة اليد وأزدحام التجاعيد فيها
وهو يرى إندثار المرايا في شجرٍ كنا نسميه
: ذاكرةً
في ليلة لم تكن ماطرة
ولكننا نحتمي بالمظلات
نمسكها عاليا
هل هذا هوما تبقى من رقصة السيف ..؟
لايطيع الزمان سوى….
الصيف ..!!
من شريط كاسيت بصوت النحات
في ساعةٍ متأخرةٍ يذهب النوم الى
الليل…
كان النهار يرضع من حليب الغبش
هذا اليوم ليس للذكرى
لم اشهر يدي في وجهه الكالح
لم أقاتل سوى النحس
ولم أسأل من أكون :
أأنا ضحية ماجرى؟ أم الشهيد؟
شجرة لابيت لها
هي التي إستضافت الفيء
لذا وهبتها الغيمة
بلادا عمودية الصنع..
نبرتها عالية
نظارتها نازلة
عرفتُ الظلم مسحاة يعمّق كراهيتي للحياد
من يحيل الكراهية الى التقاعد
لتكتب سيرتها او….
تلتقط صورا لسواها ..
تمثال الطالب والطالبة.. في مدخل كلية باب الزبير
أُلقي السلام عليهما حين دخولي
أقصد حين ندخل
فرحين كطفلين
أنتظر مقدمها قلقا نزقا
أرافق جيئتها عبر الموبايل
الطراوة في صوتها بهجتي السامية
هي الآن في التكسي قادمة..
تغمرني زهوة عند اللقاء ويفضحني ارتباكي
نقصد مائدة وسط الوجوه الفتية
تكون البلاغة لأصابعنا في الحوار الرشيق..
أحدهم يتصل..
هي تهمسني..تعلن عن اسمه وتغلق الجهاز
نشرب العصير ثانية..
نتحدث عن قصائد زرق ورواية من حفيف الشجر.
كتبٌ ستطبع احلامنا للنوافذ..
يستمر الحوار الشفيف حتى تطالبني ان نغادر
في الممر المؤدي الى الشارع العام
تخبرني…..
فأكظم غيضي..
وحين اوقف لها مركبة وتغادر
اعود في غضبٍ للملوث الذي ضايق جلسة طفلين
ثم اخبرها بعد ساعات ..
تتعالى ضحكاتها في الموبايل وتقول
هذا الذي كنت خائفة منه..لو كنت اخبرتك يانحيس ساعتها
تنين المركز الثقافي / جامعة البصرة
كان طفلا بريئا رغم ضخامة جرمه
يشد عزائمنا..
لايذكرني بالوحوش التي تسد منافذ الأساطير
ولكنني اخشى الجلوس في القاعة..
أتخيله سوف يهبط والسقف..
ولم اعرف ان هناك من يبغضه ؟!
في ربيع 2003
صوبوا دباباتهم نحوه
….. بنادقهم
….شتائمهم
مايزال رابضا في عزلته المتعالية لايكترث
يرى مالايراه سواه
لايشتكي الشمس
أو الرياح السموم
او (الشرجي)
ولاتخنقهُ عواصف الغبار
كم يشتاقهُ المطر؟!
تمثال لايراه سواي وهو ينبضني
أيها الخياط ..
منذ نعومة الشفق..
أنت علمتني..
أن أخيط عزلتي بكتابي
همستني :وهكذا يكون
القول بالقطب ..
والقطب سيد العارفين
أي السلالم نرتقيها
لنسبّح في وهجه ..
يا معلم…
همستني ثانية..
فأنتقل اللامرئي من حدقتيك
الى راحتيّ..
…………………
مرت العجلات البطيئة
والعجلات السريعة ..
مرت..
الطفلُ ضاق بقمصانهِ
المدينةُ أتسعت قرية ً!!
البنفسج لايتعاطى ربيعا
لمنع الرماد..
وصوتك لن يتخثر
صوتك أخضر
:لايرث القطب إلا…
من كان غصنا تتفيئه التماثيل..
*تماثيل بصرية/ الطريق الثقافي – الشهري/ 17/تشرين الثاني/2012/ طريق الشعب ..