7 أبريل، 2024 10:49 ص
Search
Close this search box.

تماثلات العلائق الدوالية المفتوحة و المتحولة في شعرية طالب عبد العزيز – 4

Facebook
Twitter
LinkedIn

مدخل : ــ أحيانا نتساءلو نحن نقرأ أنساق الأنظمة النصية و الأسلوبية و البنيوية و العلاماتية في عوالم تنصيصات الشاعر القدير طالب عبد العزيز .. ما إذا كان الفعل الدوالي يشكل في ذاته ذلك التصير العلائقي المحبوك تحولا و انفتاحا حول حيثيات مرجعية و عضوية خاصة في مسار بيئات تعالقات ملتقى الأقواس الإحالية المتصلة بوظائف ظرفية وأحوالية ما تخص بدورها مواقع و مواضعات رؤية مقايسات الشفرة الدلالية المستنتجة سلفا في أوجه محمولات الدوافع الارتدادية الموظفة في مساحة المادة المتحولة و المفتوحة في أفق مراويات المنظور الشعري الواصل بالنتيجة الى حيز انطلاقية النص الشكلية و المضمونية و الدلالية تحديدا ــ نقول و بأيجاز لا يمنع من قراءة النص و على النحو الاختلافي و في مختلف مراحل منظوريته المتقلبة و المتخفية و المسكوت عنها بالتماثل المنضبط نحو فهم ذلك الشكل الآخر من تصحيحات المنجز بالإحالة و التحول و الانفتاح في وظيفة القول المفتوح و المتحول أيضا في مواضعات أيقونية الدال القصدي حصرا .. بل أننا وجدنا و بمفهوم الإضافة بأن إجمالية الخطاطات الإحالية في موضع التحول و طور و الانفتاح لدى قصيدة الشاعر حيث باتت تتجلى لنا صورتها و هي في مكامن ( التماثلات ) وصولا الى عمليات الوقوف المتخفي بهدف إنجاز فصولية تلك التحولات و الانفتاحات في مكامن عملية تحقق إجرائية العلائق الدوالية المتممة من قبل وجه ملازماتها التكاثرية من جهة ما و التناقصية من جهة أخرى .

أ ــ قراءة النص بين الإطار التحولي و الطور الانفتاحي : أن استعمالية الشاعر لمجموع امكانيات وظائف الأجراء الدوالي و علائقها داخل بنى المتون الشعرية تتلخص بين أمرين أكثر توثقا في صورة المماثلة الواقعة بين المد الاحوالي المتحول و التناسب الانفتاحي في وظيفة ومهام الدال الشعري الذي من شأنه جعل قدرات المكون التحولي من خلاله داخل تشكلات أكثر بلوغا مع دورات التمويه الشكلي المنفتح في إجرائية تطبعات الصورة الشعرية في النص و آثارها المختزلة عضويا في المنظور الجامع و الرابط لقنواته المسارية في الخطاب و السياق و التوجه و المرسل و المرسل إليه . و عند معاينتنا في دليل وشاهد أحدى قصائد الشاعر نلحظ كيفية إجراء عضوية ذلك الطابع الوظائفي في أحوال التحول و الانفتاح وصولا الى تلك اللانهائية في توجهات القول الاحوالية :
سأكون مدهونة بالشمس والنيلوفر
مثل هيكل من أبنوس
وستسمع ارتطام الرغبات
بالجسد ،
مثل ارتطام الظل بالظل
ياه ..
أضيق من بحر ، هذا الألم . / قصيدة : أسفل الفنار

نعاين بأن المقاطع الشعرية في أواخر محطات شعرية الدوال قد حلت متكتمة في الإحالة و المرجع و في الحسية الختامية الموقعة من قبل صناعة اللانهاية . لذا فأننا نلحظ مدى فعلية التحول في جملة ( سأكون مدهونة بالشمس و النيلوفر ) حيث باتت من خلالها الموضعة الفعلية المضارعة مسكونة بالتحول الكامن و المتصل بتوقيعات السمة الخلفية أو الثانوية من زمن فاتحة القول بما يجعلها محض مؤول محمول بشرطية عدم اندراجه في خطية التحقق التراسلي الموصوف بشفرة اللاحق بالوساطة العبورية نحو عتبة الختام التوقيعي المحض . كما يقارب ( جان ريمون ) مضمون قولنا بالاشارة الواردة منه مضيفا مثل هذا القول : ( الاشارات و التوقيعات و التخوم تعد في الغالب بمثابة العتبة الانفصالية عن روح القارىء النمطي كما و تتعدى بساطة كونها جملة قولية تتحقق في المقروء من النص نحو علانية العبور الصريح من حال الصمت الى الكلام .. من مرحلة ما قبل مرحلة الى مرحلة ما بعد من زمن غياب الأثر ألى الحضور و هذا لا يعني العبور من جهة خطية و أرسالية العدم الى الكينونة / جان ريمون / في انشائية الفواتح النصية / مجلة الأدبي الثقافي ) . و تبعا لهذا الأمر نعاين وحدات التحول القولي الدال بين عناصر النص : ( التحول ــ مدهونة = بالشمس و النيلوفر : الانفتاح ــ مرسل ــ مرسل إليه = هيكل من أبنوس = ارتطام ــ تحول = الجسد ــ انفتاح = الظل بالظل : تحول ــ ياه ــ أنوية جلب الخاتمة = شروع = خلفية ــ تحول = الخاتمة = أضيق من بحر = هذا الألم = اللاخاتمة =المرسل إليه = العبور الى مرحلة المابعد = تحقق ــ تحول = أثر قولي = غياب الأثر = المحتمل ) .

ب ــ تماثلات العلائق التحولية في أشكال الدوال : ــ
1ــ النسق : لقد ذهب السيميولوجيون الى معارضة المعنى المتحول في أتون طرق المعنى النسقية و اللانسقية ولقد وضعوا تعريفا عن جورج مونان قال فيه : ( عندما تتفكك التحولات المرسلة في مبثوثا تبنى الرسائل الى اشارة انفتاحية محمولة توجد حينئذ طرق اشارية / نسقية و هذا هو حال اشارات المرور الدوالية مع ما فيها من الحالة المعاكسة من التحديدات و اللاتحديدات ؟ ) مع أننا نوافق على هذا التعريف .. إلا أننا نميل الى المطامنة منه .. فليس مؤكدا أن تكون عناصر المرور الدوالية في الصورة الشعرية دائما كحالة من حالات المعاكسة من تفاصيل التحديد أو اللاتحديد بل لربما هناك أكيدا ثمة معاينات أكثر غورا و ألزاما من مفهوم الـ( المعاكسة ) وقد يترتب على هذا الحال هو وجود انساق في طرق ( التحول / الانفتاح / الأثر الحاضر غيابا ) كمثال قول الشاعر في قصيدة ( تاسوعاء ) :
وكان قد امتاح من ليلي ثلاثا
أطلعني في كل واحدة
على ثقب في بردته .

تعالج مجموعة هذه الدوال ثمة عناصر ما في شكل تماثلات و علائق طرق المعنى الكامنة في ملصق سيميولوجيا الأثر المتحول و المفتوح ارتباطا بالوصف و التفاصيل المسكوت عنها سلفا أي في معنى تشكلات التحديد و اللاتحديد أو في معنى مرحلة ما قبل مرحلة رؤية النص . أي بمعنى ما أنها تبدو مبنية الى أبعد حد ممكن من قابلية أفق التماثل المتصل بدال الجملة الشعرية المتحولة و المنفتحة شكلا ومضمونا .. و من الجيد لنا و في هذا السياق أن نميز بين أنواع التحول و الانفتاح في مكونات الدوال العاملية في النص .. فهناك توجد حالات و ظرفيات زمانية و مكانية و ضمائرية متعاضدة و متعاكسة تتم من خلالها طرق عرض العلائق النسقية الخاصة بالنص و بالمدلولات المركبة بتركيبات مغايرة مما راح يجعل حيز منطوق الدوال و كأنها علاقات انفصالية مرشحة بين خطية الاشارة و الإحالة و حضور و غياب .. و هكذا وجدنا الحال المطابق مع حالات قصيدة ( كأني خشب يحترق ) :
أمام شجرة تفاحه الخالدة
وقفت ..
وقد غطى ورقها
الأصفر قدمي ..
قال : سأعطيك الماء
فلا تبخلي به على أحد
لأن الأرض عجلى
سراعان ما تأخذ من تحب .

يستفيد ( طالب عبد العزيز ) من جراء تضاعيف غواياته المسكوت عنها و المبنية في ظل غموضات الضمائر و الأصوات الاحتمالية الوافدة من شكل ذلك ( الآخر ) المغيب ضمائريا أو لربما هو ذلك الآخر المبثوث في تضاعيف ذلك الأثر المتحول و المفتوح في وجه مجليات الأطروحة الخطاطية و في توجهات النص المكتوب عبر عتبة المتنوع قصديا .. فالشاعر في عوالمه السريالية و الفنتازية حلما يطرح الأشياء و الأصوات الضمائر و الأحوال في غالب الأحيان طرحا تضاعفيا مجردا من كل تابعية سابقة ما في مجلى الرؤية و العلاقة المتواصلة بين الأحداثيات المرجعية و الفونيمات و السمنتميات التي ترتبط من خلالها بيئة تلك الأفعال الدوال في القصيدة .. سنقتصر هنا على عرض وحدات النص المليئة بالوسائل الأسلوبية المتنوعة في فضاء هرمونية الموصوف : ( أمام شجرة تفاحه الخالدة / وقفت ) يمدنا الشاعر هنا ببضعة تصعيدات متناقلة الأحوال بين الأنا / الآخر / الراوي / الشاعر الضمني / القناع / التشيؤ وصولا الى وجه تماثلية القول المتبدى غيابا ( سأعطيك الماء / فلا بخلي به على أحد / لأن الأرض عجلى ) أن علاقات الدوال هنا تبدو و كأنها تأخذ شكلا من قراءات التلميحات المتحولة و المنفتحة في موجهات لعبة غيابية و مسكوت عنها من جراء شراكة الآخر / الأنا فيما تبدو أكثر استكمالا مع إجرائية الأثر الحاضر غيابا أو هو النوع الخاص من موجهات الأستراتيجية المتشكلة حبكويا بين تقانة التحول / الانفتاح و تقانة المزاح في التماثل علاميا . أننا نريد القول هنا حصرا بأن طالب عبد العزيز لا يقدم زوايا نظر الاختيارات في شكلها النهائي الختام مضمونا بل أنه يمرر أفعال دواله الشعرية وفق بنيات من العلاقة المتحولة و المفتوحة و بطرائق من شأنها توليف مستويات الأيحاء الغامض و شكل الألتباسية الدلالية الواقعة عبر موجهات مقولة التحول والانفتاح نحو ذلك الأثر النصي اللانهائي . أضافة الى انها أي تلك الفضاءات الشعرية لدى الشاعر تحيل ذاتها الاجرائية في شكل مصورات معقدة من الأزمنة و الأمنكة المؤسطرة في شكلها المرجعي المحسوس فيما تتشابك أحيانا في مرويها لتحيل اشتغالها نحو مراكز ايحائية مغايرة أخرى فيما تبدو لنا للوهلة الأولى مفتوحة على أكوان و تأويلات لها فعل و وسيلة و تماثلات التأليفات القصدية المسكوت عنها في حدود مواطن و آليات و آفاق (المابعد ) .

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب