23 ديسمبر، 2024 8:39 ص

تلعفر … مستقبل مجهول

تلعفر … مستقبل مجهول

بالرغم من المتغيرات التي تعصف بالمنطقة اصبح من الواضح ان حمى قصور الرؤيا والنضوج الفكري لدى المسؤول العراقي لازالت بلا علاج، لذلك يأبى ان يستوعب او يفهم معنى قيادة امة وتحمل مسؤولياتها.
هذا السلوك السياسي غير المنضبط الذي يصر عليه ممن لارؤيا حقيقية له في السياسة واخص التركمانية منها، والتي بدأت تضمحل شيئا فشيئا، فناقوس الخطر بدأ ينذر باقتراب المدْ ويحذر من دخولنا لنفق مظلم على يد من لا يخاف الله من الذين يكتفون بعقد اجتماعات عقيمة – لاتغنى ولا تسمن – على طاولة مزركشة والتقاط صور تذكارية ونشرها في مواقع الكترونية تليها وجبة غذاء دسمة.
كما نعلم ان ذلك القصور ادى الى اضعاف الهوية التركمانية بشكل غير مسبوق او فقدانها اذا جاز هذا التعبير، وذلك بحد ذاته خيانة عظمى للدماء التي اريقت في سبيل القضية التركمانية.
فكل الشواهد تثبت ان القضية التركمانية اكثر تعقيدا مما نتصور، فهناك مُنعرج ومنحنى متشعب خطير يمر به تركمان تلعفر اليوم يجب تجاوزه بطرق إحترافية من خلال رسم إستراتيجية ذات طابع سياسي بحت، فضلا عن رؤيا تتناغم مع واقعنا الحالي .سيما ان هناك مبالغ طائلة تصرف ومجندين يعملون ليل نهار لاضعاف الوجود التركماني في العراق، ويندرج هذا ضمن مخطط وصراع اقليمي بالتعاون مع اعداء التركمان في الداخل لانهائه كقومية، وكان هذا واضحا عندما هُجّر تركمان تلعفر وأفرغت المدينة من ساكنيها ثلاث مرات خلال سنوات الاحتلال، وفي كل مرة كانت ولازالت آلاف العوائل تأبى العودة الى المدينة، وراحت تنصهر شيئا فشيئا مع القوميات الاخرى !!
دون حراك ممن يدعون انهم ممثلي التركمان
لايقاف هذه الهجرة المبرمجة ،وهنا يجب ان نضع في الاعتبار ان قضاء تلعفر قد اصبح واحدا من اهم المدن التي تشغل كبرى دول العالم ،وهي ليست بصدفة !!! لا سيما ان المنطقة مقبلة على صراع غير معروفة النتائج.
هذا الانكماش السياسي الذي تتصاعد وتيرته يوما بعد آخر خصوصا مابعد سنة 2003 بسبب رفض الانفتاح على آفاق جديدة تضمن للمواطن التركماني حق المواطنة التي سلبت منه.فشاءت الاقدار ان تكون لغته ومواطنته غير مرغوب فيها حيث اصبحت عائقا امام الاخرين بالرغم من تضحياته المستمرة في الدفاع عن العراق ككل وليس عن جزء.
وبذلك فقدنا الكثير من الوقت الذي لاقيمة له بنظر بلدان دول العالم الثالث الذي نحن جزء منه دون فائدة، وخسرنا طاقات شبابية وعقول نيرة كان بالامكان الاستفادة منها بشكل يتلاءم ويتمحور في صلب القضية التركمانية. كل ذلك بسبب الافكار غير الناضجة التي تعشعش في عقول هؤلاء الانتهازيين على عكس نمط سياسة باقي القوميات التي استطاعت بشكل من الاشكال ان تشكل قوة عسكرية للدفاع عن نفسها، سواء بصورة شرعية او غير شرعية واثبتت وجودها.
فبعد هذه الجولات صار جليا أن سنوات حكم داعش العجاف كانت امتحانا حقيقيا لاعضاء مجلس محافظة نينوى والنواب التركمان في تلعفر ونتيجتهم بطبيعة الحال الفشل. فبدلا من اخراجنا من عنق الزجاجة، اذا بها تسقط وسط مستنقع طيني ضحل .فلا عجب اذا قلنا ان لهؤلاء اثارا سلبية على القضية التركمانية برمتها سيما ان مستقبل تلعفر على حافة الهاوية ومرهون باشخاص اتسموا بجشعهم وتعجرفهم .لذلك نحن بحاجة الى جهد دؤوب من رجال محنكين يعرفون ابجدية السياسة ويعون خطورة المرحلة المقبلة كي نجتازها بامان ونرتقي من خلالهم الى حياة كريمة.
اخيرا وليس آخرا ان التهاب المناصب الذي يلازم هؤلاء لم يتعافوا منه بسبب طابعهم اللا إنساني. ولابد من القول :اننا مللنا افكاركم غير الممنهجة ،لذا لن تنطلي علينا حيلكم ومكائدكم التي لازلتم تريدون تمريرها على السذج منا من خلال التفكير بالانتخابات القادمة لتزيدوا ارصدتكم في البنوك على حساب الفقراء. وحقيقة الامر مهما فعلتم فلن تستطيعوا تقويض ارادة الشعب فنهايتكم وخيمة وعاقبتها شديدة. ومن المسلم به ان الوقت قد حان لوضع الامور في نصابها للخلاص من تلك العقول المتجمدة والكروش التي لا تشبع ووضع حد لهذه المهزلة اصبح أمرا ملحا.وفي نهاية المطاف عليكم مواجهة انفسكم وان تنصبوا خيمكم بعيدا عن التركمان وان تعتذروا امام الملأ عن فشلكم ليذكركم التاريخ ولو بحسنة يتيمة .فلله درنا ابتلينا بمن لا يخاف الله.
رحم الله شهداء العراق واسكنهم فسيح جناته والخزي والعار لكل من اؤتمن فخان… وللحديث بقية..