22 ديسمبر، 2024 7:18 م

تلخيص الكلام في صحيفة الآلام!!

تلخيص الكلام في صحيفة الآلام!!

ملخص الحكاية من الختام إلى البداية , يمكنه أن يكون في بضعة سطور تغنيك عن ألف رواية ورواية.
فالعالم الغربي أرعبته دولة بني عثمان على مدى قرون متواصلة تجاوزت الأربعة , فقررت دوله المتحالفة أن لا تسمح بمثلها.
وما أن تمخضت الحرب العالمية الأولى عن إنتصارها عليها , حتى نشبت مخالبها وأنيابها في لحمها وشحمها وعظمها , وأمسكتها بقبضتها الحديدية.
وساهم في إنتصارهم العرب الملعوب بأمرهم والمضحوك عليهم من قبل أعدائهم الذين إستخدموهم للنيل من الدولة العثمانية , وبعد أن غنموا الغنيمة , رموا العرب بالذل والشتيمة , ومزقوا ثورتهم الكبرى ونفوا قائدها وعبثوا بأولاده وأحفاده , ومزقوا بلاد العرب إلى أجزاء سموها دولا وأوطانا وممالك وإمارات , وذلك بمعاهدة سايكس بيكو المعروفة التي كشفتها الثورة الروسية , ولولاها لبقيت في طي الكتمان.
وبهذا التقسيم أو التمزيق كانوا يهدفون لمنع قيام دولة ذات إرادة وقدرة على التوحيد والإعتصام بحبل الله والوقوف بقوة أمامهم , ولهذا تم العمل على تحريم التعاون العربي الإيراني والعربي التركي والإيراني التركي والعربي العربي , خوفا من ولادة دولة ذات شأن , فالمنطقة غنية بالثروات والقدرات والطاقات الهائلة التي لا يمكن الوقوف أمامها , ومما فعلوه أقاموا دولة في قلبها للنيل منها وإستنزاف طاقاتها.
وفي واقع الأمر قد أخطأوا وما عرف العرب الإستثمار بالخطأ , وإنما راحوا يتصرفون بأساليب غير ذكية تسببت في مزيد من الفرقة والشقاق والتعادي ما بين الدول العربية , التي صارت إثنين وعشرين دولة , وكان من الممكن أن تؤسس لقوة إتحادية ذات تأثيرات عاصفة في الدنيا , لكن العرب أغفلوا الفرصة , وإستلطفوا الغصة.
وبما أن الدين هو الخطر الماثل أمام الأعين , فلا بد من إستخدامه للنيل من الوجود العربي , وبهذا أنشئت الأحزاب المسماة دينية , وغايتها الإنقضاض على الوجود الوطني والعربي في كل مكان , وتشويه الدين وتنفير العرب وغيرهم من الدين , حتى يولد جيل معادي للدين , وهذا ما يحصل منذ بداية القرن الحادي والعشرين.
وكما هو معروف فقد إزدحم القرن العشرون بعشرات الأحزاب المتنوعة الأهداف والشعارات وما قدمت ما هو نافع , وإنما خرّبت ودمرت وقتلت وامعنت بسلوكيات الفرقة والعداء ما بين أبناء الوطن الواحد , ومضت على سكة التناحر والصراع والنيل من أبناء الوطن وتحطيم وجودهم المعنوي والمادي.
واليوم تعيش الأمة العربية والمسلمة في زمن الفوضى الخلاقة المبرمجة , الهادفة لتمزيق كل ممزق وتفريق كل مفرق , حتى يتحول الوجود العربي إلى شذر مذر , والكيان برمته إلى هباء منثور وعصف مأكول , وبجهود العرب أنفسهم وبطاقات المسلمين الذين صاروا من ألد أعداء دينهم , والطامعون فيهم يتفرجون على ويلاتهم الجسام , وما يدور في بلدانهم من آليات ثبور وحطام.
وهذه هي خلاصة التلخيص في مسيرة العرب ما بين حيص وفيص!!