22 ديسمبر، 2024 4:08 ص

تكنو قراط أم تكنوفراط

تكنو قراط أم تكنوفراط

كانت التسمية (تكنوضراط) واحتراما لمن يضرطون خارج إرادتهم وهم في كل الأحوال أشرف من الذين أقصدهم غيرتها ( تكنوفراط ).التكنو قراط أو حكومة التقنية أو حكومة الكفاءات أو ما تسمى أحيانا حكومة الطبقة العلمية .مصطلح ظهر حديثا بسبب إخفاقات الأنظمة العسكرية والحزبية الضيقة و حكومات المحاصصة الطائفية كما عندنا في العراق .
وبقدر ما تستطيع حكومة التقنية إخراج البلد من عنق الزجاجة قد تخفق ما لم يتاح لها من الفرص ما يتلاءم ونهجها السليم . إن إضفاء ثوبا أو غطاءً خارجيا على عملية سياسية بنيت وتطورت وتأسست على الخطأ , هو بحد ذاته عملية تشويه لحكومة التكنو قراط , لأن حكومة التكنو بحاجة لحرية الرأي والنقاش والتعامل مع المكون الاجتماع والاقتصادي والصناعي وفق التصور العلمي . وهذا أول تقاطع مع أحزاب دينية غيبية أثْرت باسم الدين وذاقت طعم وحلاوة السلطة إنها غير قادرة الآن على قبول شروط رب العالمين , فكيف بها أن تقبل شروط أُناس متواضعين لا يملكون إلا علميتهم , مضافا إلى ذلك  أن من يحكم البلد اليوم قد كونوا لهم قواعد من الوزير إلى الفراش , على حساب التخصص والشهادة والأمانة العلمية .فأي حزب يقبل بحكومة تلغي شهاداته المزورة .. وأي حزب يقبل أن تسرح أفواجه من الموظفين فضائيين وحقيقيين من أماكنهم التي اكتسبوها أما بحزبيتهم الضيقة , أو ما سمي بالخدمة الجهادية , أو شهادات الحوزات !؟.أي حزب يقبل قطع نسبته من المشاريع وإلغاء لجنته الاقتصادية , وقد صارت لكل حزب فضائيات ومؤسسات ومشاريع داخلية وخارجية والتزامات !؟.إن الدعوة لتشكيل حكومة التكنو هي أحد أمرين :لا مناص من ذلك لفشل الجميع.أو هي المنفذ الذي تريده هذه الأحزاب وهي متيقنه كليا بفشل أي حكومة حتى وإن كانت سماوية وبذلك تأخذ براءة ذمة عما أتهمت به من فشل هو في الحقيقية لا يكمن فيها وإنما بعوامل خارجية كما تتحدث بعدئذ.وإذاك تنطلق فضائيات السحت الحرام بالتعليق ومقابلة الوجوه التي وضعت العصي بطريق أي محاولة لإخراج البلد من دائرة التخبط .تهمت إياها بخرق الدستور والتعدي على مقام الشعب الذي انتخبهم .  ثم ما رأيك وقد تناقلت الأخبار أن انتقاء عناصر الحكومة  التكنو قراطية سيجري من قبل العبادي والمالكي . ولك أن تتصور اللعبة, أليس من واجب الحكومة الجديدة , على الأقل هو محاسبة وتدقيق فترة ثمان سنوات مسؤول عنها المالكي شخصيا .وإزاء هذا هل يستطيع وزير تكنوقراطي المساس بالميليشيات وهي التي تتحكم بالبلد الآن ؟. إنها لعبة يراد منها تبيض وجه الماضي كي تأخذ الحكومات السابقة صك البراءة .وإذا تعاملنا بحسن نية مطلقة علينا أن نضع آخر ما توصلت له تجارب حكومات التكنو وأمامنا تجربتين عملاقتين واحدة في الصين الشعبية والثانية في سنغافورة , وهناك ثلاثة نماذج أو قل أنماط هي :
1- انتقاء التقنين من الوسط السياسي الحاكم في البلد .2 – انتقاء علماء تقنين من خارج السياسيين .3- الدمج بين السياسيين والتقنيين .