كُلنا لا ننسى خطاب السيد “حسن نصر الله” الاخير قبل استشهاده، و الذي قال فيه : “أننا نتمنى التوغل البري للقوات الإسرائيلية، و أن ذلك أكثر ما يتمناه مقاتلوا الحزب”، بينما نائبه الشيخ “نعيم قاسم” جدد قبل أيام جاهزية الحزب، لأي توغل بري إسرائيلي.
إسرائيل بارعة في الإغتيالات، لكن عندما تصل الأمور إلى حد القتال البري بحسب تأريخ المواجهات السابقة التي تؤكد أن الخطط الإسرائيلية البرية تميل إلى التحطم على جدار الواقع، ففي الحرب و خاصة في الهجوم البري يحصل ما هو غير متوقع، و يبدو أن إسرائيل ليس لديها في الوقت الحالي أي وسيلة لإعادة سكان المستوطنات الشمالية المهجورة.
الكارثة كما وصفتها “يديعوت أحرونوت” وقعت في اليوم الأول للتقدم البري نحو الجنوب اللبناني، حيث أكدت مصادر إسرائيلية مقتل 14 جندياً إسرائيلياً في اشتباكات جنوب لبنان، كما أعلن الجيش الإسرائيلي مقتل قائد مجموعة عسكرية في جنوب لبنان، وكان حزب الله قد قال إن عناصره تصدوا لجنود إسرائيليين حاولوا التسلل إلى بلدة العديسي و مارون الراس الحدوديتين، وذكر البيان أن قوة مشاة إسرائيلية حاولت الدخول إلى بلدة العديسي، حيث دارت إشتباكات معها مما أوقع خسائر في القوة الإسرائيلية و دفعها إلى التراجع، وحزب الله أعلن كذلك أنه نجح في تدمير 3 دبابات إسرائيلية من طراز “ميكابا” بـ 3 صواريخ موجهة في بلدة مارون الراس الحدودية اللبنانية، إلى جانب استهداف تجمع لقوات إسرائيلية في بلدة “بساتين المطلي” بالمدفعية و الصورايخ.
نتنياهو نشر بعد ذلك فيديو ليعزي عائلات الجنود و وصفهم بالابطال! و قال إنهم في ذروة حرب صعبة مع المحور الإيراني الذي يريد تدميرنا، كما قال.
لن نفهم ما معنى إيران بمقتل جنود إسرائيليين يريدون إحتلال جنوب لبنان، و لكن يبدو أن الجيش الإسرائيلي سيضطر للتعامل مع خسائر مشابهة لخسائره في غزة، و هذا مؤشر خطير لأنه ينذر بأن إسرائيل ستلجأ للقصف العشوائي في حال تعثر القتال البري، و صحيح أن إسرائيل تعتمد بشكل كبير على التكنولوجيا العسكرية المتقدمة حتى في قواتها البرية لكنها معروفة بضعف قدراتها القتالية في المعارك البرية، لماذا:
_أن الإعتماد الكبير على التكنولوجيا المُتقدمة غير فعال دائماً في البيئات القتالية غير العادية التي تعتمد على الأنفاق و الصورايخ المُخبئة و الهجمات المباغتة و المفاجئة التي تجعل التفوق التكنلوجي أقل تأثيراً.
_ان جميع الحروب التي خاضتها إسرائيل في جنوب لبنان و قطاع غزة، أظهرت تحديات كبيرة في القتال البري، لذا فأن إسرائيل تميل إلى الغارات و القصف الجوي و المدفعي بدلاً من الدخول بمعارك برية طويلة.
_ان الجيش الإسرائيلي يعتمد بشكلٍ كبير على الجنود الإحتياط و هذه الجنود مُؤكداً لا تكون كفاءاتهم مساوية للجيش النظامي المُتدرب بشكلٍ كامل و مستمر.
_الروح القتالية العالية النابعة من العقيدة التي يمتلكها كلا من مقاتلي حزب الله و حماس و التي تدفعهم للإستمرار بالقتال رغم التفوق الإسرائيلي العسكري وذلك تؤكده حرب 2006، حيث عانت إسرائيل و فشلت بالقضاء على حزب الله.