شاهدتُ اليوم على قناة العراقية الفضائية صعود عددٍ من القادة العراقيين الجدد إلى (رابية) الخطابة في المؤتمر الوطني الذي كُتب في شعاراته أنه (معقود) من أجل النازحين العراقيين..!
اسمحوا لي أن أستعمل كلمة (رابية) الخطابة بدلاً من كلمة (منصة) الخطابة التي اعتلاها رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء ونائب رئيس الوزراء ورئيس أركان الجيش وهم يلقون خطاباتهم بلغة عربية لا تخلو من أخطاء نحوية أو إعرابية حالهم مثل حال رجال الحكومة السابقة وحال مقدمي ومقدمات البرامج والنشرات الإخبارية في القناة الفضائية العراقية..!
ربما الكثير من قادتنا الجدد لا يعرفون الفرق بين (الرابية) و(المنصة) فقد اكتفوا ، في هذا المؤتمر ، بقول خطابات إنشائية غير قادرة على حل مشاكل النازحين المتفاقمة وصولا إلى مستوى (الكارثة) حيث بدأ نزوح العراقيين من سنجار في نينوى ولم ينته في الضلوعية والضابطية والعامرية في شمال وغرب العاصمة بغداد..!
الربوة الحكومية التي تقفون عليها أيها السادة القادة تعرفون لها معنىً واحداً بأنها (المكان المرتفع من الأرض) لتكونوا فيه أعلى من الناس أجمعين ..! وقد أثبتم حقاً ، بالقول والفعل، أنكم أعلى من جميع العراقيين ليس النازحين حسب ، بل أعلى من جميع الملايين من الفقراء العراقيين مما يدفعني إلى التذكير أن كلمة (ربوة) لا تعني دائما نفس المعنى أي (المرتفع) .. لها معان مختلفة فأن كلمة رَبوة تختلف عن كلمة رِبوة وعن كلمة رُبوة بفتح الراء وكسرها وضمها..!
تذكروا ما قاله العلامة مصطفى جواد : ليس معنى (الرباوة) مكانا مرتفعا فحسب فأن معنى (ربى الشيء) يربو إذا زاد عن الحد ومنه الربا في البيع والشراء .. وإذا قلنا (ربا الرجل) فمعنى ذلك أنه مصاب بمرض الربو لا سمح الله..!
أجمل شيء في الديمقراطية هو أن عمر الحكومة المنتخبة قصير الأجل وأن أجلها أقصر إذا أصيبت بالربو والكَحة السياسية..!
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قيطان الكلام:
بعض القادة والزعماء يظنون أن السياسة هلوسة رومانسية..!