ينادي الجميع بعدم تقسيم المناصب و المناطق على أساس طائفي أو عرقي أو قومي و من يطالب بذلك لم يحالو أن يغير من نفسه و لم يطلع على حاله, إذا أردنا أن ننتقد حالة علينا حذفها من تصرفاتنا و أفعالنا قبل حذفها من الآخرين, فلماذا نحن من يقوم بها و المفروض حالة النقد و التغيير تبدأ من الناقدين أنفسهم.
ما نلاحظه على مستوى طبقات مختلفة من السياسيين في جلساتهم البرلمانية و الإعلاميين و ناشطي مؤسسات المجتمع المدني و غيرهم أنهم لا يحاولوا كسر هذا الطوق الذي جعلوه على أنفسهم, كذلك ما نلاحظه من تحركاتهم في المؤتمرات و الاحتفاليات تراهم يجلسون و يتحركون ضمن أشخاص معدودين مكونين عبارة عن تجمعات أو (كروبات) و هذه الظاهرة لا أعتقد أنها صحية بقدر ما أنها تؤسس لتضييق الأفكار و الرؤى ضمن أشخاص محددين.
كما لا أجد على سبيل المثال أن يجلس في المؤتمرات و الإحتفاليات شخص من جهة علمانية مع شخص من جهة دينية معتقدين أن هكذا خطوات ستجعلهم محلاً للنقد أو التقليل من شخصيتهم.
التحرك على أساس كسر قيود الطبقة العمرية بين كبار السن و الشباب و حتى طبقة الشباب فيما بينهم أو الانتماء إلى مذهب و آخر و الأسبقية في دخول المضمار الصحفي و المؤسساتي و غيرها من هذه القيود التي لا معنى لها سيكون حافزاً لكسر هذه الكنتونات التي وضعت للتقييد من تلاقح الأفكار و إنسجام أبناء البلد الواحد أو المدينة الواحدة بعضها مع بعض.